الإعراب :
فما خطبكم مبتدأ وخبر. ومسومة صفة لحجارة. وفي موسى متعلق بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف أي وفي موسى آية. وساحر خبر لمبتدأ مقدر أي هذا ساحر. وفي عاد وفي ثمود مثل وفي موسى. وقوم نوح بالنصب على تقدير وأهلكنا قوم نوح.
المعنى :
(قالَ فَما خَطْبُكُمْ أَيُّهَا الْمُرْسَلُونَ). ابراهيم (ع) يسأل ضيوفه بعد أن عرف هويتهم : إلى أين؟ وما ذا تبغون؟ (قالُوا إِنَّا أُرْسِلْنا إِلى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ) أي قوم لوط ، وهم مجرمون ومسرفون لأنهم كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء (لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ). لنهلكهم بحجارة معلمة من طين صلب أعدها الله لمن تجاوز الحد في الكفر ، وأسرف في البغي والفساد (فَأَخْرَجْنا مَنْ كانَ فِيها مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) لئلا يصيبهم ما أصاب المجرمين المسرفين (فَما وَجَدْنا فِيها غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ) وهم بيت لوط إلا امرأته كانت من الهالكين (وَتَرَكْنا فِيها آيَةً لِلَّذِينَ يَخافُونَ الْعَذابَ الْأَلِيمَ). ضمير فيها يعود الى قرى قوم لوط أو مدينتهم ، والمراد بالآية الآثار التي تنبئ عن إهلاكهم وعذابهم ، لتكون تبصرة لمن تدبّر وعبرة لمن اتعظ. وتقدمت هذه الآيات في سورة الأعراف الآية ٠ ـ ٨٤ ج ٣ ص ٣٥٣ وفي سورة هود الآية ٧ ـ ٨٣ ج ٤ ص ٢٥٥.
(وَفِي مُوسى إِذْ أَرْسَلْناهُ إِلى فِرْعَوْنَ بِسُلْطانٍ مُبِينٍ). أرسل سبحانه موسى بمعجزات كافية وافية الى فرعون ليردعه عن غيه وضلاله (فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ) أعرض مغترا بجنده وسلطانه (وَقالَ ساحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ) .. ولما ذا موسى ساحر أو مجنون في منطق فرعون؟ لأنه قال له : لست إلها يعبد ، وحذره مغبة البغي والطغيان (فَأَخَذْناهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْناهُمْ فِي الْيَمِّ وَهُوَ مُلِيمٌ). طغى وبغى وقال : أنا ربكم الأعلى فكان عاقبة أمره إغراقا ولوما .. ومن نافلة القول ان نشير الى ما سبق من