اللغة :
أكدى قطع وأمسك. وصحف موسى التوراة. ووفّى تمم وأكمل. والوزر الإثم.
الإعراب :
قليلا صفة لمحذوف أي عطاء قليلا. وابراهيم على حذف مضاف أي وبما في صحف ابراهيم. أن لا تزر : «ان» مخففة واسمها محذوف أي انه ، والمصدر المنسبك عطف على (بِما فِي صُحُفِ مُوسى). وان ليس «ان» مخففة أيضا والمصدر عطف أن لا تزر. وكذا وانّ سعيه.
المعنى :
(أَفَرَأَيْتَ الَّذِي تَوَلَّى وَأَعْطى قَلِيلاً وَأَكْدى) أي منع ، والمعنى أخبرني يا محمد عن الرجل الذي أعرض عن ذكر الله ، وكان قد بذل شيئا يسيرا من ماله أو نفسه في سبيل الخير ، ثم منع وأمسك عن البذل! .. هذا ما دل عليه ظاهر كلامه تعالى .. ويأتي السؤال : هل أراد سبحانه رجلا خاصا يعرفه النبي (ص) أو أراد مثلا عاما لكل من يصدق عليه هذا الوصف؟ قال بعض المفسرين : نزلت هذه الآية في الوليد بن المغيرة. وقال آخر : انها نزلت في عثمان بن عفان .. وكل من القولين يفتقر الى الدليل .. اذن ، فالآية على دلالتها من الشمول والإطلاق.
(أَعِنْدَهُ عِلْمُ الْغَيْبِ فَهُوَ يَرى)؟ هل علم هذا المعرض الممسك انه في أمان من عذاب يوم القيامة حتى أعرض وأمسك؟ وانّى له هذا العلم مع ان الله سبحانه قد أنزل في كتبه ما يكذّب زعمه ان ادّعى ذلك (أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِما فِي صُحُفِ مُوسى وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى).ألم يسمع هذا المعرض الممسك بما أنزل الله في التوراة وفي صحف ابراهيم الذي وفى بعهد الله وميثاقه على أكمل وجه ، ألم يسمع أو يخبره مخبر بأن الله قد أنزل في هذين الكتابين (أَلَّا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى) أي ان