اللغة :
ازدجر أي ردعوه وزجروه عن التبليغ. ومنهمر منكب ومتدفق. وقد قدر أي قدره الله. ودسر بضم الدال والسين جمع دسار مثل كتب وكتاب ، وهو المسمار. وبأعيننا بحراستنا. ومدكر معتبر.
الإعراب :
مجنون خبر مبتدأ محذوف اي هو مجنون. واني مغلوب أي بأني مغلوب. وعيونا تمييز محول عن مفعول والأصل وفجرنا عيون الأرض. وجزاء مفعول من أجله. وآية حال من مفعول تركناها. وكيف خبر كان مقدم ، وعذابي اسمها.
المعنى :
أشار سبحانه في الآيات السابقة ان محمدا (ص) أنذر قومه فما أغنت النذر .. وفي الآيات التي نحن بصددها أشار الى ان شأن محمد (ص) في ذلك مع قومه تماما كشأن نوح مع قومه (كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ فَكَذَّبُوا عَبْدَنا) لئن كذّب بك قومك يا محمد فقد كذّب قوم نوح عبدنا نوحا : وقوله تعالى : فكذبوا تفسير لقوله : كذبت ، فكأنّ سائلايسأل : من كذبت هذه الجماعة؟ فأجاب سبحانه بأنهم كذبوا عبدنا نوحا (وَقالُوا مَجْنُونٌ) تماما كما قالت قريش عن الرسول الأعظم (ص) .. وهذا الشتم عادي وطبيعي بالنسبة الى العاجزين عن الجواب (وَازْدُجِرَ) يشير بهذا سبحانه الى ما جاء في الآية ١١٦ من سورة الشعراء : (قالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) ردعوه وزجروه عن التبليغ ، وهددوه إذا هو أصر بالرجم والقتل.
(فَدَعا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ). لما ضاق نوح بقومه وضاقوا به التجأ الى خالقه وقال : لقد غلبت على أمري ، وقلّت حيلتي ، وانتهى دوري في التبليغ والانذار ، وبقي أمرك وقضاؤك في هؤلاء الكفرة الفجرة ، فانتقم منهم بعذابك ،