وبتعبير الفلاسفة : ان نسبة ارادته تعالى الى مراده هي كنسبة الإيجاد الى الموجود. (وَلَقَدْ أَهْلَكْنا أَشْياعَكُمْ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ)؟ لقد كان فيما مضى أقوام أعجبتهم أنفسهم كما أعجبتكم أيها المشركون العرب ، وكذبوا رسلهم كما كذبتم رسولكم محمدا (ص) فدمرهم الله تدميرا ، فاتعظوا بهم قبل أن يتعظ بكم.
(وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ). ما من قول أو فعل حقيرا كان أم خطيرا إلا وهو مثبت على صاحبه في علم الله ، ومحاسب عليه ، ومجزي به ، والرابح من حاسب نفسه قبل أن يحاسب (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ). المتقون هم الذين نظروا لأنفسهم ، ولم يعرضوها للتهلكة بمعصية الله ، وحاسبوها على كل صغيرة وكبيرة ، فكانوا عند الله من المقربين.