الْمُكَذِّبُونَ (٥١) لَآكِلُونَ مِنْ شَجَرٍ مِنْ زَقُّومٍ (٥٢) فَمالِؤُنَ مِنْهَا الْبُطُونَ (٥٣) فَشارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ (٥٤) فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ (٥٥) هذا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّينِ (٥٦) نَحْنُ خَلَقْناكُمْ فَلَوْ لا تُصَدِّقُونَ (٥٧))
اللغة :
السموم ريح حارة تنفذ في مسام البدن. والحميم الماء الحار. واليحموم الأسود البهيم. مترفين منعمين. والحنث العظيم نقض العهد المؤكد باليمين أو الذنب العظيم. والهيم الإبل يصيبها داء العطش تشرب ولا تروى.
المعنى :
(وَأَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ). ذكر سبحانه أولا ما أعده للسابقين من الأجر العظيم ، ثم ما أعده لأصحاب اليمين من رحمة وثواب ، ويذكر في الآيات التي نحن بصددها ما يقاسيه أصحاب الشمال من ألوان العذاب ، منها انهم (فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ). تلفحهم ريح ساخنة محرقة تنفذ الى داخل الجسم فتسمم اللحم والدم ، ويشربون ماء يغلي في البطون (وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ). ويطلق اليحموم على الأسود البهيم من كل شيء ، وعلى الدخان الكثيف ، ويصح المعنى على أحدهما وعليهما معا (لا بارِدٍ وَلا كَرِيمٍ). اليحموم ظل ، ولكنه لا يجلب بردا ولا يدفع حرا تماما كالمستجير من الرمضاء بالنار.
(إِنَّهُمْ كانُوا قَبْلَ ذلِكَ مُتْرَفِينَ). طغوا وبغوا على عباد الله وبلاده ، وسلبوا ويهبوا أقوات الخلائق وأرزاقهم ، وتنعموا بها كما يشتهون من لباس أنيق ، وطعام هني ، وشراب سائغ ، ومسكن فاره ، فكان جزاؤهم عند الله عذاب الحريق ، وشراب الحميم ، وطعام الزقوم ، وريح السموم ، وظل من يحموم (وَكانُوا