الْكِتابِ) ، أي ليعلم ، ومثل (ما مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ) أي ان تسجد. لا يمسه نهي بصيغة النفي ، وإنشاء بصيغة الإخبار. فبهذا الحديث متعلق ب «مدهنون». ورزقكم على حذف مضاف أي شكر رزقكم. والمصدر من أنكم تكذّبون مفعول ثان لتجعلون أي تجعلون الشكر تكذيبا. فلولا بمعنى هلا ودخلت على فعل مقدر أي فلولا ترجعونها. والضمير المستتر في بلغت يعود الى النفس التي دل عليها سياق الكلام. وإذا هنا لا تتضمن معنى الشرط ، بل هي بمعنى حين أي فلولا ترجعونها حين بلغت الحلقوم. واما ان كان من المقربين اسم كان مقدر أي ان كان المتوفى من المقربين. فروح مبتدأ والخبر مقدر أي فله روح. فسلام مبتدأ ولك خبر والخطاب لصاحب اليمين. فنزل مبتدأ والخبر محذوف أي فله نزل. وحق اليقين من باب اضافة الشيء الى نفسه او الصفة الى الموصوف مثل مسجد الجامع.
المعنى :
(فَلا أُقْسِمُ بِمَواقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ). أشرنا في فقرة الاعراب الى أن أكثر المفسرين قالوا : ان «لا» هنا زائدة ، وقال آخرون : انها أصل ، وان المعنى لا أقسم لأن الأمر أوضح من أن يحتاج الى قسم. والصحيح الأول بدليل قوله تعالى : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ) اي انه تعالى قد أقسم بالفعل ، وان قسمه عظيم ، وعند تفسير الآية ١ من سورة الصافات ج ٦ ص ٣٣٠ قلنا : ان لله أن يقسم بما شاء من خلقه لأن كل مخلوق يدل على وجود خالقه وعلمه وحكمته ، فكيف إذا كان للمقسم به أثره البالغ في إتقان الكون ونظامه ، وصيانته من الخراب والدمار كوضع النجوم في مواضعها وترتيبها في أماكنها بحيث لو حاد نجم منها عن مكانه قيد شعرة لانهار الكون وذهب كل شيء ، وقوله تعالى : (لَوْ تَعْلَمُونَ) يومئ الى ان أكثر الناس يجهلون هذه الحقيقة بخاصة أهل العصور الأولى.