وتسأل : صاحب الظلال : إذا كنت تعتمد حقا على ظاهر اللفظ وإطلاقه اللغوي فلما ذا لم تعتمد على ظاهر اللفظ وإطلاقه ، وأنت تفسر هذه الآية : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) ـ ٣٠ الشورى؟ وهل نسيت انك قلت في تفسيرها ما نصه بالحرف الواحد : «فكل مصيبة تصيب الإنسان لها سبب مما كسبت يداه ـ المجلد السابع الجزء الخامس والعشرون من القرآن الكريم ص ٣٨ وهل تعتمد على الظاهر من كل آية وإطلاقها اللغوي الحقيقي حتى ولو كان بين الآيتين تناقض بحسب الظاهر والإطلاق اللغوي؟ وأيضا هل تعتمد على هذا الظاهر إذا اصطدم مع حكم العقل والواقع ودل على ان لله يدا ووجها وسمعا وبصرا؟. وهل الصهيونية والاستعمار اللذين هما مصدر المصائب والأدواء في هذا العصر ، هل هما من الله لا من الصهاينة والمستعمرين؟.
ان التناقض بين الآيات حقيقة وواقعا وتصادم إحداها مع حكم العقل ـ مستحيل على القرآن وفي القرآن .. كيف وهو من لدن حكيم عليم؟ فإذا تصادم ظاهر آية مع آية أخرى أو مع حكم العقل علمنا ان هذا الظاهر على إطلاقه غير مراد لله تعالى ، وانه انما أطلق اللفظ اتكالا على ما عرف من عادته في التعبير كتعبيره عن اليهود والنصارى بأهل الكتاب ، أو على ما هو معروف بحكم العقل كالتعبير عن قدرته تعالى باليد أو على آية أخرى من كلامه كآية الشورى التي تقول : (وَما أَصابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ) والآية ١١٧ من سورة آل عمران : (وَما ظَلَمَهُمُ اللهُ وَلكِنْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ) والآية ٤١ من سورة الروم : (ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ). فإن هذه الآية وما في معناها قرينة قاطعة على ان الإطلاق اللغوي في آية سورة الحديد غير مراد ، وان الله سبحانه قد اطلق في سورة الحديد اتكالا على ما قاله في سورة الشورى وسورة آل عمران وسورة الروم ، وعليه فالمراد بمصيبة الأرض في سورة الحديد الكوارث الطبيعية كالزلازل وبمصيبة النفس بعض الأمراض التي لا تجدي معها وقاية ولا حذر ، ونحو ذلك ، أما آيات الشورى وآل عمران والروم فالمراد بها المصائب التي هي من صنع الإنسان لا من صنع الرحمن كالظلم والحرب والجوع.
(لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ وَلا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ). قال الإمام علي (ع) :