اللغة :
ألم تر أي اخبرني ، وفيه معنى التعجب. وتولوا من الموالاة وهي المودة ، والمراد بالقوم المغضوب عليهم اليهود. وجنة ستر ووقاية.
الإعراب :
ألم تر الى الذين تعدت «تر» هنا بإلى لأنها متضمنة معنى تنظر. وشيئا مفعول مطلق. وألا أداة تنبيه.
المعنى :
(أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللهُ عَلَيْهِمْ ما هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ). الخطاب في «تر» الى النبي (ص) ، والذين تولوا هم المنافقون ، والقوم المغضوب عليهم هم اليهود ، والخطاب في منكم للمسلمين ، والضمير في منهم لليهود ، والمعنى : أخبرني يا محمد عن المنافقين ، فقد والوا اليهود وتآمروا معهم على الإسلام والمسلمين ، وهم في حقيقتهم وواقعهم ليسوا من المسلمين ولا من اليهود مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا الى هؤلاء .. وقد حلفوا متعمدين الكذب انهم مسلمون وانهم ما تكلموا على الرسول (ص) ولا تآمروا عليه مع اليهود ، ومن أجل نفاقهم وأيمانهم الكاذبة (أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ عَذاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ). وكل من أظهر خلاف ما أضمر فهو مسيء في أقواله وأفعاله لأنها بمعزل عن ذاته وحقيقته.
(اتَّخَذُوا أَيْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللهِ فَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ). قال صاحب البحر المحيط : «قرأ الجمهور أيمانهم بفتح الهمزة جمع يمين ، والجنة ما يتسترون به ويتقون». والمعنى ان المنافقين يحاولون الستر على دسائسهم ومؤمراتهم بالايمان الكاذبة ، ويتقون بها من المسلمين ، ويخدعون من يبتغي الهداية وقصد السبيل ويصدونه عن غايته وبغيته .. ولكن الله سبحانه لا تحجبه السواتر ، ولا تخفى عليه