الإعراب :
منهم متعلق بمحذوف صفة للرسول. وجملة يتلو صفة ثانية. وآخرين عطف على الأميين. ولما أي لم.
المعنى :
(يُسَبِّحُ لِلَّهِ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ). كل ما في الكون يدل على وحدانية الله وقدرته ، وهذا تسبيح وتمجيد بالطبع ، والملك المسيطر ، والقدوس المنزه عما لا يليق ، والعزيز الذي لا يقهر ، والحكيم في جميع تصرفاته. وتقدم مثله في أول سورة الحديد والحشر والصف.
(هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ). المراد بالرسول محمد (ص) وبالاميين العرب ، ووصفهم سبحانه بالاميين لأن أكثرهم آنذاك كانوا لا يقرءون ولا يكتبون. وذهب البعض الى ان المراد بالاميين هنا أهل مكة لأن «ام القرى» من أسمائها ، ويردّ هذا القول أولا : ان المتبادر الى الافهام من هذه الكلمة عدم القراءة والكتابة. ثانيا : قوله تعالى : (وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ) ـ ٧٨ البقرة والقرآن يفسر بعضه بعضا. ثالثا : قول الرسول الأعظم (ص) : «نحن أمة أمية لا نكتب ولا نحسب». وقال بعض أهل الكتاب : ان قوله تعالى : (بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ) يدل ان محمدا نبي العرب خاصة. وقد أجبنا عن ذلك مفصلا عند تفسير الآية ٩٢ من سورة الأنعام ج ٣ ص ٢٢٥ وعند تفسير الآية ٤٠ من سورة الأحزاب ج ٦ ص ٢٢٥ فقرة «لما ذا ختمت النبوة بمحمد. ثم حدد سبحانه مفهوم رسالة نبيه الكريم بما يلي :
١ ـ (يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آياتِهِ). يبلغهم رسالات ربه التي تسير بهم على طريق الحياة والنجاة.
٢ ـ (وَيُزَكِّيهِمْ) يطهر نفوسهم من الشرك ، وعقولهم من الجهل ، وأعمالهم من القبائح والآثام.