تغفروا الشيخ والشباب والعذراء والطفل والنساء اقتلوا للهلاك». وهذه هي إسرائيل تطبق ـ بعد أن سنحت لها الفرصة ـ هذا المبدأ نصا وروحا .. وتقتل الشيخ والشباب والعذراء والطفل والنساء لا لشيء إلا للهلاك والفناء.
وتسأل : ان أكثر المسلمين لا يعملون بالقرآن ، فينبغي ان يكون مثلهم كمثل الحمار يحمل أسفارا؟.
الجواب : ان المسلمين لم يحرّفوا القرآن ويحذفوا منه الآيات التي تعترف بموسى وعيسى والتوراة والإنجيل الأصيلين الصحيحين كما حرّف اليهود التوراة والنصارى الإنجيل : (قُولُوا آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ إِلى إِبْراهِيمَ وَإِسْماعِيلَ وَإِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْباطِ وَما أُوتِيَ مُوسى وَعِيسى وَما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ) ـ ١٣٦ البقرة. اذن ، فلا وجه للنقض والقياس. (بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ). كل من كذب بالحق فقد أعطى مثلا من نفسه على كفرها وفسادها ، وجاز لكل انسان ان يقول له : قبحا لك وترحا. (وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) وكيف يهتدون وقد ران الضلال على قلوبهم؟.
(قُلْ يا أَيُّهَا الَّذِينَ هادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِياءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ وَلا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ). زعم اليهود انهم شعب الله الخاص ، وانهم أولياء الله وأحباؤه ، وان الجنة خالصة لهم وحدهم ، فرد سبحانه عليهم بأنهم كاذبون في هذا الزعم .. ولو صدقوا فيما قالوا لتمنوا لقاء الله لأن الذي عنده خير وأبقى مما هم فيه من الخزي والهوان .. كلا ، انهم يكرهون الموت ، ويخافون منه لكثرة ذنوبهم .. والغريب انهم يداومون ويصرون على هذه الذنوب والآثام التي يكرهون الموت من أجلها. وتقدم مثله في الآية ٩٤ من سورة البقرة ج ١ ص ١٥٤.
(قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلى عالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهادَة). لا مفر لكم من الموت والبعث والحساب والجزاء لدى عادل عليم بما تسرون وما تعلنون (فَيُنَبِّئُكُمْ بِما كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) في الدنيا من تحريف الكتاب وغيره من الإفساد والجرائم ، ويجازيكم بعذاب الجحيم الأليم.