وقد أثبت العلم الحديث هذه الحقيقة ، انظر تفسير الآية ٤٧ من سورة الذاريات .. فمن أين أخذ هذا العلم محمد الذي نشأ في أمة أمية لا تكتب ولا تحسب؟ كما قال : هل أخذه من بحيرة الراهب أم من رهبان الأديرة الآخرين؟ وهل يفتري محمد على الله ، وهو يدعو الى كتاب يقول بلسان صريح فصيح : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ) ـ ٩٣ الأنعام ويقول : (وَقَدْ خابَ مَنِ افْتَرى) ـ ٦١ طه؟.
وفي تفسير الطبري ان ابن عباس تلميذ الإمام علي سئل عن قوله تعالى : (سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ)؟. فقال : «لو حدثتكم عن تفسيرها لكفرتم بتكذيبكم بها» لأن عقولهم لا تحتمل ، فيشكّون في صدق القرآن.
(يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ) يدبر السموات والأرضين وما فيهن وبينهن بحكمته ، ويمسكهن بقدرته ، ويتقنهن بعلمه (لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللهَ قَدْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً). من الحكم البالغة في خلق السموات والأرض أن تعلموا ان الله قادر على كل شيء حتى البعث بعد الموت ، وانه عالم بكل شيء حتى مقاصدكم وأفعالكم ، فتطيعوه وتخافوا من غضبه وعذابه.