معنى غائبين عن أعين الناس. الا يعلم من خلق الهمزة للاستفهام ، ولا للنفي ، وفي يعلم ضمير مستتر يعود الى ربهم ، ومن مفعول ، والمعنى الله يعلم مخلوقاته. والمصدر من أن يخسف بدل اشتمال من «من في السماء» ومثله أن يرسل ، وإذا للمفاجأة ، وجملة هي تمور حال من الأرض. ونذير مبتدأ مؤخر وكيف خبر مقدم. ونكير اسم كان وكيف خبرها. وأصل نكير نكيري.
المعنى :
(إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ). بعد أن ذكر سبحانه ما أعد للمجرمين من العذاب ذكر ما أعد للمتقين من الثواب على مبدأ الجمع بين الترغيب والترهيب ، والمتقون هم الذين يتورعون عن محارم الله في جميع الحالات ، لا فرق عندهم علم الناس بحالهم أم لم يعلموا لأنهم لا يفعلون إلا لوجهه الكريم ، وهو يعلم السر وأخفى (وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ). ومن علم الضمائر فبالأولى أن يعلم السر من القول. وتقدمت هذه الآية في سورة هود ج ٤ ص ٢٠٥ ، أما التي قبلها فتقدمت في سورة الأنبياء ج ٥ ص ٢٨٢.
(أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ). الله عالم بكل شيء لأنه خالق كل شيء ، وصفة اللطف تشير الى انه تعالى لا يعاجل المسيء بالعقوبة رفقا به ورحمة له ، عسى أن يؤوب الى رشده ويقلع عن ذنبه.
(هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ). الله سبحانه رحيم بعباده ، عليم بما يحتاجون اليه في هذه الحياة ، ولذا خلق لهم الأرض ، وقدر فيها الأقوات والأرزاق ، وجعلها طوع ارادتهم تستجيب لحوائجهم ومصالحهم ، وبتعبير الشيخ عبد القادر المغربي : «الأرض لنا نعمت المطية المدربة والذلول المجربة» .. ولكنه تعالى أناط ذلك بالسعي والعمل ، فقد شاءت حكمته أن يربط المسببات بأسبابها ، والنتائج بمقدماتها ، ومن خرج على هذه السنة فقد تمرد على سنّة الله وارادته (وَإِلَيْهِ النُّشُورُ). هذا تهديد ووعيد لمن يطلب الرزق بغير الكد والسعي المشروع (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ). وقال عز