الإعراب :
من قبل هذا متعلق بمحذوف صفة لكتاب أي بكتاب منزل من قبل هذا. أو أثارة عطف على كتاب. ومن لا يستجيب مفعول يدعو. وضمير «هم» يعود الى الأصنام. وعن دعائهم متعلق بغافلين ، وبعبادتهم متعلق بكافرين.
المعنى :
(حم تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ). تقدم بالحرف الواحد في أول سورة الجاثية وأول سورة الزمر (ما خَلَقْنَا السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما بَيْنَهُما إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى). الله حكيم لا يخلق شيئا إلا بالحق ، والعبث في حقه مستحيل ، وقد خلق الكون بما فيه لحكمة وغرض صحيح ، وقدّر لفنائه وزواله أمدا معينا ، وبعده يكون الحساب والجزاء في الدار الثانية. وتقدم مثله في الآية ٨ من سورة الروم ج ٦ ص ١٣٢.
(وَالَّذِينَ كَفَرُوا عَمَّا أُنْذِرُوا مُعْرِضُونَ). خوّف سبحانه المجرمين من يوم القيامة وأهواله ، وأقام عليه الدلائل الواضحة ، فأبوا إلا العتو والعناد (قُلْ أَرَأَيْتُمْ ما تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ أَرُونِي ما ذا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ أَمْ لَهُمْ شِرْكٌ فِي السَّماواتِ)؟ المراد بالشرك هنا النصيب ، والمعنى أخبروني يا عبدة الأصنام : ما الذي دعاكم الى تأليهها وعبادتها؟ هل خلقت شيئا من الأرض أو في الأرض ، أو اشتركت مع الله في خلق السموات أو بعضها أو ما ذا؟ (ائْتُونِي بِكِتابٍ مِنْ قَبْلِ هذا) القرآن كالتوراة أو الإنجيل أو غيرهما يقول : ان الأصنام شركاء لله في خلقه أو شفعاء لديه أو شيء يذكر (أَوْ أَثارَةٍ مِنْ عِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ). وإذا لم يكن لديكم دليل من النقل فهل عندكم دليل من العقل على صدق ما تقولون وصحة ما تعبدون؟. وتقدم مثله في الآية ٤٠ من سورة فاطر.