ثالثا : ان هذه الآيات ربطت بين سعادة الدنيا والآخرة معا وبين الايمان لا بينه وبين سعادة الدنيا وحدها : (وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّما نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِأَنْفُسِهِمْ إِنَّما نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدادُوا إِثْماً وَلَهُمْ عَذابٌ مُهِينٌ) ـ ١٧٨ آل عمران.
رابعا : وما يدريك ان الولايات المتحدة وغيرها من الدول الباغية هي في أمن وأمان؟ وأي عاقل يأمن الغوائل؟. وهل دامت الامبراطورية الرومانية بل والبريطانية وغيرها وغيرها حتى تدوم غطرسة الولايات المتحدة ومفاسدها؟ وهذه بشائر الانهيار يتبع بعضها بعضا ، فمن موجات التحرر في العالم كله الى ثورة الثلاثين مليون زنجي في قلب الولايات المتحدة ، الى التضخم المالي الذي تداويه بالحروب المحدودة ، ومن سيطرة الصناعة العسكرية الى تلاعب الصهاينة بالحكام والشيوخ والنواب ، ومن امبراطورية المخابرات الى القتل والخطف وإشعال الحريق الى الحشيش والمخدرات ، ومن الصراع والعداء مع أكثر أهل القارات الخمس الى رئيس يحمي ويحامي عن اللصوص وسفاكي الدماء .. الى ما لا نهاية .. ومستحيل أن يدوم أمن ورخاء لهذا النسيج الغريب العجيب سواء أكان من صنع الولايات المتحدة أم صنع غيرها.
ومن غريب الصدف اني في اليوم الذي كنت أكتب فيه هذه الكلمات قرأت في جريدة الجمهورية المصرية تاريخ ٠ ـ ـ ١٩٧٠ نقلا عن صحف نيويورك : ان خمسة آلاف من الرجال والشبان المصابين بداء الأبنة قد تظاهروا عبر شوراع نيويورك يحملون اللافتات مطالبين الحكومة بإصدار قانون يبيح لهم ممارسة الشذوذ الجنسي اسوة بما يباح للنساء من الزواج وبيع أجسامهن بالسوق العمومية .. وفي مجلة النيوزويك تاريخ ٢ ـ ٠ ـ ١٩٧٠ ان القس «توري باري» الشهير باللواط يدعو الى انتشار اللواط والمساحقة لأنهما لون من الحب الإلهي ، وقد انتشرت دعوته هذه ، وأصبح لها اتباع كثيرون في أنحاء الولايات المتحدة. وليس من شك ان هؤلاء المأبونين سيخرج منهم شواذ يتولون القيادة وسياسة السلم والحرب ، وأمور العلم والعمل في المجتمع الامريكي .. وعندئذ يصبح كيان الولايات المتحدة أوهى من بيت العنكبوت.