يؤكل رطبا طريا من الخضار والبقول ويقطع مرة بعد مرة. وغلبا ضخمة وعظيمة. والأبّ مرعى الدواب. والمراد بالصاخة القيامة مثل القارعة ، وفي تفسير الرازي : معنى الصاخة الصاكة للآذان بشدة صوتها. وترهقها تغشاها. وقترة سواد.
الإعراب :
ما أكفره «ما» نكرة بمعنى شيء عظيم ومحلها الرفع بالابتداء. وأكفره فعل ماض لا يتصرف ، وفيه ضمير مستتر يعود على «ما» والهاء مفعول به لأن المعنى شيء عظيم جعله كافرا. السبيل مفعول لفعل مقدر أي يسّر السبيل يسّره للإنسان. ولمّا يقض أي لم يقض. وما اسم موصول مفعولا ليقض والعائد محذوف اي ما أمره به. والمصدر من أنّا بدل اشتمال من طعامه. وغلبا صفة لحدائق وهي جمع غلباء. ومتاعا مفعول من أجله لأنبتنا. وجواب إذا جاءت محذوف أي فما أعظم ندم المجرمين.
المعنى :
(قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَكْفَرَهُ). جاء في تفسير الرازي نقلا عن جماعة من المفسرين : «ان المراد بالإنسان هنا كل غني ترفع على فقير بسبب الغنى والفقر». ونحن مع هذا القول أولا ، لأن الواقع يؤيده ويشهد به ، فلولا الطمع والتكالب على الحطام وكنز المال لعاش الناس في رفاهية وأمان. قال الشيخ محمد عبده : «ان هذا الدعاء على الإنسان بأبشع الدعوات هو كناية عن انه قد بلغ من القبح مبلغا لا يستحق معه الحياة ، ومنشأ الشناعة نسيانه لما يتقلب فيه من النعم ، وذهوله عن مسديها حتى إذا ذكّر بالحق أعرض عن الذكرى» .. ولا شك في نعمة الوجود والإدراك والسمع والبصر ، بل هي من أعظم النعم ، ولكن نعمة الوجود وما اليه لا تبعث على التعالي والطغيان ما دامت عامة شاملة ، وانما الذي يخرج الإنسان المجرم عن حده ويبعثه على البغي والعدوان هو إحساسه بثروته وامتيازه عن غيره.