خبر ، ولمزة بدل من همزة ، والتاء المضمومة فيهما للمبالغة. والذي جمع مالا بدل من همزة لمزة. وعدّده فعل ماض من العدد. كلا حرف ردع وزجر. ولينبذن اللام في جواب القسم والنون للتوكيد ، والضمير المستتر في الفعل يعود الى كل همزة لمزة جمع مالا وعدّده. وما أدراك «ما» مبتدأ وجملة أدراك خبر. ما الحطمة مبتدأ وخبر. ونار خبر لمبتدأ محذوف أي هي نار. والتي صفة لنار. وموصدة خبر انها. وعليهم متعلق به. وفي عمد متعلق بمحذوف صفة لموصدة. وممددة صفة لعمد.
المعنى :
(وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ). الويل الخزي والهوان. ويقال : رجل همزة لمزة أي عيّاب مغتاب ، وقيل : الهمز يكون بالعين والشدق واليد ، واللمز باللسان. وسواء أكان الوصفان بمعنى أم بمعنيين فان القاسم المشترك بينهما إيذاء الناس والطعن في أعراضهم بالقول أو بالفعل .. وهذا دأب الوضيع اللئيم الذي يحقد على كل نبيل لا لشيء إلا لشعوره النقص من نفسه ، فيحاول تغطيته بالنيل من كرامة الآخرين. قال الإمام علي : أسوأ الناس من لم يثق بأحد لسوء ظنه ، ولا يثق به أحد لسوء فعله. (الَّذِي جَمَعَ مالاً وَعَدَّدَهُ). يجمع المال من حل وحرام ، ويحسبه ويعده آنا بعد آن شغفا به ، وهو الذي حمله ودفعه الى غمز الناس ولمزهم ذاهلا انه عما قليل يفارقه وتبقى عليه تبعته وحسابه.
(يَحْسَبُ أَنَّ مالَهُ أَخْلَدَهُ). أيظن ان هذا المال الذي جمعه وعدّده يدفع عنه الموت إذا نزل بساحته ، أو ينجيه من حساب الله وعذابه (كَلَّا) ان المال لا يدفع حتفه ، ولا يشفع به عند الله (لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ). وهي جهنم تحطم وتدمر الطغاة المتغطرسين ، والنبذ يشعر بالازدراء والاحتقار (وَما أَدْراكَ مَا الْحُطَمَةُ) انها فوق التصور (نارُ اللهِ الْمُوقَدَةُ) هي نار الله لا نار الناس ، ونار الغضب لا نار الحطب (الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ). المراد بتطلع هنا العلو والطلوع ، يقال : طلع الجبل وأطلع عليه إذا علاه. وقيل : المراد العلم والمعرفة .. وهذا بعيد عن الفهم العام ، والأفئدة كناية عن ان النار تعلو وتحرق كل عضو من أعضاء المجرمين ، وخص سبحانه الأفئدة بالذكر لأنها موطن الكفر واللؤم (إِنَّها عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ) مطبقة لا مفر لهم منها إلا اليها (فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ) هذا كناية عن شدة الاطباق والأحكام. وتقدم مثله في الآية ٢٠ من سورة البلد.