قال : يلد بلا واو ، ويولد بالواو مع ان كلا منهما مضارع مجزوم؟ وأجاب ابن خالويه ـ ت ٣٧٠ ه في كتاب إعراب ثلاثين سورة بأن لم يلد الأصل فيه يولد بكسر اللام ، فلما حلت الواو بين ياء وكسرة حذفت لأن الياء تشبه الكسرة ، فإن حلت الواو بين ياء وفتحة أو ياء وضمة لم تحذف مثل يوطؤ ويوجل. والواو في يولد حالة بين ياء وفتحة لا بين ياء وكسرة ، ولذا لم تحذف. وأحد اسم يكن ، وكفؤا خبرها ، وله متعلق بكفؤ.
المعنى :
أصول الإسلام ثلاثة : التوحيد ، والنبوة ، والبعث ، ويتفرع عن الأول صفاته تعالى ، وعن الثاني القرآن والشريعة ، وعن الثالث الحساب والجزاء. وهذه السورة الشريفة تقرر الأصل الأول.
(قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) في ذاته وصفاته وأفعاله ، لا شريك له في شيء ، ولا فعل شيئا لجلب منفعة له أو دفع مضرة عنه. وتكلمنا مفصلا عن التوحيد ونفي الشريك عند تفسير الآية ٤٨ من سورة النساء ج ٢ ص ٣٤٤ بعنوان «دليل التوحيد والأقانيم الثلاثة.
(اللهُ الصَّمَدُ). ومعناه في اللغة السيد الذي يلجأ اليه في الحاجات والمهمات ، والمراد به هنا الغني عن كل شيء ، ويفتقر اليه كل شيء لأنه خالق الأشياء ومصدرها.
(لَمْ يَلِدْ). هذا رد على من زعم ان الله ابنا أو بنات. قال علماء الكلام : لو كان لله ولد لكان مركبا ، ولكل مركب نهاية بانحلال أجزائه ، وأصح من هذا وأوضح أن يقال : لو كان لله ولد لكان له شبيه ووارث لأن الولد يشبه والده ويرثه ، ولا شبيه لله ولا وارث. قال الإمام علي (ع) «لم يولد سبحانه فيكون في العز مشاركا ، ولم يلد فيكون موروثا وهالكا».
(وَلَمْ يُولَدْ). هذا رد على من زعم ان في الوجود آلهة مولودين. ولو كان الإله مولودا لكان حادثا يبتدئ وجوده بتاريخ ولادته. قال الإمام أمير المؤمنين (ع) : «لم يلد فيكون مولودا ، ولم يولد فيصير محدودا» أي تكون بداية وجوده من يوم ولادته.