الإعراب :
يوم مفعول به لارتقب. وجملة يغشى الناس صفة ثانية لدخان. وهذا عذاب أليم مبتدأ وخبر ، والجملة مفعول لقول محذوف. ربنا أي يا ربنا. ومعلم مجنون أي هو معلم مجنون. وقليلا أي كشفا قليلا أو زمنا قليلا. ويوم نبطش «يوم» متعلق بفعل محذوف دل عليه منتقمون ، والتقدير ننتقم يوم نبطش الخ. والمصدر من ان أدوا مجرور بباء محذوفة. وعباد الله مفعول أدوا. والمصدر من ان ترجمون مجرور بمن محذوفة ، وأصل ترجمون ترجموني.
المعنى :
(فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ يَغْشَى النَّاسَ). الخطاب من الله سبحانه لنبيه الكريم محمد (ص) يعده فيه باستجابة دعائه على قريش ... وذلك ان قريشا بعد أن بالغوا في أذى الرسول (ص) دعا عليهم ، وقال : اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف ، فقطع الله عنهم المطر ، وأجدبت الأرض وأصاب قريشا الجهد والجوع حتى أكلوا العظام والميتة ... وكان الرجل لما به من الجوع يرى بينه وبين السماء كالدخان ، فقالوا : (هذا عَذابٌ أَلِيمٌ رَبَّنَا اكْشِفْ عَنَّا الْعَذابَ إِنَّا مُؤْمِنُونَ). أتوا النبي (ص) وقالوا له : سل الله سبحانه أن يكشف عنا هذا العذاب ، ونحن نؤمن برسالتك.
(أَنَّى لَهُمُ الذِّكْرى وَقَدْ جاءَهُمْ رَسُولٌ مُبِينٌ ثُمَّ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَقالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ). معلم بفتح اللام مع التشديد ... وعدوا بالتذكر والاتعاظ ان كشف الله عنهم العذاب ... ولكنهم لا يتوبون ولا يوفون بالوعد ، ألم يشاهدوا دلائل التوحيد ومع ذلك أشركوا بالله؟. ألم يأتهم الرسول بالبينات الواضحة فكذبوه ، وقالوا : هو مجنون يتلقى بعض الكلمات من جني أو إنسي ويلقيها علينا؟. (إِنَّا كاشِفُوا الْعَذابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عائِدُونَ). المراد بالعذاب هنا عذاب القحط والجوع ، وعائدون ناكثون ، والمعنى سنرفع عنهم ما هم فيه بعض الوقت ونحن نعلم انهم ناكثون بالوعد .. ولكن من باب إلقاء الحجة وقطع المعذرة (يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرى