فإن قيل : لم عملت إذن ثمّ لم عملت عند وجود هذه الشرائط لا غير ثم لم عملت النصب؟
والجواب عن الأول والثاني : أنّها اختصّت بالفعل عند اجتماع هذه الشرائط وكلّ مختصّ يعمل.
وأما الجواب عن الثالث : فلأنّها أشبهت أن في إخلاص الفعل للاستقبال واختصاصها بالجواب واختصاص الجواب في مثل هذا بالفعل فعلى ما ذكرنا تترتّب المسائل.
مسألة : إذن في عوامل الأفعال ك ظننت في عوامل الأسماء ؛ لأن ظننت تعمل إذا وقعت في رتبتها وتلغى إذا أزيلت عنها وكذلك إذن ؛ لأنها إذا اعتمد الفعل عليها وابتدئ بها في الجواب وقعت في رتبتها كقول القائل : أنا أزورك. فتقول مجيبا : إذن أكرمك ، فإذا قلت : أنا إذن أكرمك ، فقد وقعت إذن بين المبتدأ وخبره فيبطل عملها ويعتمد الفعل على أنا ، وكذلك إن قلت : أنا أكرمك ، إذن ، فإن قيل إذن هنا يلزم إلغاؤها وظننت في مثل هذا لا يلزم قيل الفرق بينهما أنّ عوامل الأسماء أقوى من عوامل الأفعال خصوصا إذا كانت أفعالا وعامل الفعل لا يكون إلّا حرفا.
مسألة : فإن فصلت بينهما ب (لا) أو باليمين لم يبطل عملها ؛ لأن لا لا تبطل عمل أن واليمين مؤكدّة.
مسألة : فإن كان معها حرف عطف كقولك : فإذن أكرمك وإذن أحسن إليك جاز إعمالها ؛ لأن الواو والفاء قد يبتدأ بهما وجاز إلغاؤها ؛ لأن حرف العطف يدخل ما بعدها في حكم ما قبلها فيبطل الاعتماد عليها ومنه قوله تعالى : (فَإِذاً لا يُؤْتُونَ النَّاسَ نَقِيراً) [النساء : ٥٣] وفي بعض المصاحف : (وإذا لا يلبثوا خلفك) والجيد الإلغاء.
مسألة : إذا حدّثك إنسان حديثا فقلت إذن أظنّك صادقا رفعت ؛ لأن الظنّ هنا ثابت في الحال ، وقد ذكرنا أنها لا تعمل إلا في المستقبل.
مسألة : إذن إذا وقعت خبرا ووقف عليها جاز أن تبدل نونها ألفا ؛ لأنها أشبهت التنوين إذ كانت ساكنة بعد فتحة.