فصل : وتضمر (أن) بعد (أو) إذا كانت بمعنى حتّى وإلّا كقولك : سأزورك أو تمنعني لأنّك أردت إلّا فلا بدّ من إضمار أن ليصير التقدير على وفق المعنى أي سأزورك إلّا مع منعك أو إلا عند منعك ولو رفعت لصارت لأحد الشيئين ، أي : سأزورك أو ستمنعني.
مسألة : تقول ما تأتينا فتحدّثنا فيجوز الرفع على معنيين :
أحدهما : نفي الأمرين جميعا ، أي : ما تأتينا وما تحدّثنا.
والثاني : أن تكون نفيت الإتيان وأثبتّ الحديث أي أنت تحدّثنا وما تأتينا.
والنّصب جائز على معنيين أيضا :
أحدهما : أن تريد نفيهما على سبيل الإنكار على مدّعي الإنكار أي أنت ما تأتينا فكيف تحدّثنا.
والثاني : أنّ تنفي الحديث وثثبت الإتيان أي ما تأتينا إلا لم تحدّثنا وإنّما أضمرت أن هاهنا ليصير المصدر معطوفا على المعنى إذ كان معنى الثاني مخالفا لمعنى الأوّل.
فصل : وتضمر أن بعد حتّى إذا كانت غاية أو كان ما قبلها سببا لما بعدها.
فالأوّل كقولك : لأنتظرنّه حتّى يقدم فالانتظار يتّصل بالقدوم ؛ لأن المعنى إلى أن فحتّى هاهنا جارّة فلذلك أضمرت بعدها (أن).
وأمّا الثاني : فكقولك أطع الله حتّى يدخلك الجنّة أي كي يدخلك فالطّاعة سبب للدّخول ولا يلزم امتداد السبب إلى وجود المسبّب وكما أنّ كي واللام تضمر بعدها أن كذلك حتّى.
وقال الكوفيون : حتّى هي النّاصبة ؛ لأن أن لا تظهر معها في غالب الاستعمال فصارت بدلا منها.
وقال الكسائيّ : النصب ب (إلى وكي) بعد حتى ؛ لأن المعنى عليهما وحتّى غير عاملة ؛ ولذلك تدخل على الجملة فلا تعمل فيها.
والمذهب الأوّل فاسد ؛ لأن حتّى حرف جرّ بمعنى إلى وبمعنى اللام وليست بدلا من أن أمّا عندنا فلأنّها جارّة بنفسها.
مسألة : ينتصب الفعل بعد حتّى على المعنيين المذكورين ويرتفع على معنيين :