امرأته الى سواد في النيل ترفعه الأمواج والرياح تضربه حتى جاءت به الى باب قصر فرعون ، فأمر فرعون بأخذه فأخذ التابوت ورفع اليه فلما فتحه وجد فيه صبيا فقال : هذا اسرائيلى فألقى الله في قلب فرعون لموسى محبة شديدة وكذلك في قلب آسية رحمة الله عليها ، وأراد فرعون أن يقتله فقالت آسية : لا تقتله عسى أن ينفعنا أو نتخذه ولدا وهم لا يشعرون انه موسى.
٢٣ ـ في مجمع البيان (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ) الآية قال ابن عباس : ان أصحاب فرعون لما علموا بموسى جاؤا ليقتلوه فمنعتهم وقالت لفرعون : (قُرَّتُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ) قال فرعون : قرة عين لك فاما لي فلا ، قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : والذي يحلف به لو أقر فرعون بان يكون له قرة عين كما أقرت امرأته لهداه الله به كما هداها. ولكنه أبى للشقاء الذي كتبه الله عليه.
٢٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم متصل بقوله انه موسى ولم يكن لفرعون ولد فقال : اطلبوا له ظئرا تربيه ، فجاؤا بعدة نساء قد قتل أولادهن فلم يشرب لبن أحد من النساء وهو قول الله : (وَحَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ مِنْ قَبْلُ) وبلغ امه ان فرعون قد أخذه فحزنت وبكت كما قال الله تعالى : (وَأَصْبَحَ فُؤادُ أُمِّ مُوسى فارِغاً إِنْ كادَتْ لَتُبْدِي بِهِ) قال : كادت ان تخبر بخبره أو تموت ثم حفظت نفسها فكانت كما قال الله : (لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها لِتَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ) ثم (قالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ) اى اتبعيه فجاءت أخته اليه (فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ) اى عن بعدوهم لا يشعرون فلما لم يقبل موسى يأخذ ثدي أحد من النساء اغتم فرعون غما شديدا فقالت أخته : (هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ ناصِحُونَ) فقال : نعم فجاءت بامه فلما أخذته في حجرها وألقمته ثديها التقمه وشرب ، ففرح فرعون وأهله وأكرموا امه فقالوا لها ربيه لنا ولك من الكرامة ما تختارين ، وذلك قول الله تعالى : (فَرَدَدْناهُ إِلى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُها وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللهِ حَقٌّ وَلكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ).
وفيه قال الراوي : فقلت لأبي جعفر عليهالسلام : فكم مكث موسى غائبا عن امه