رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمانَهُ) أتقتلون (رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللهُ) وبلغ فرعون خبر قتل موسى الرجل فطلبه ليقتله فبعث المؤمن الى موسى عليهالسلام (إِنَّ الْمَلَأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنَ النَّاصِحِينَ فَخَرَجَ مِنْها) كما حكى الله عزوجل (خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ) : يلتفت يمنة ويسرة ويقول (رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).
٣٤ ـ في إرشاد المفيد رحمهالله في مقتل الحسين فسار الحسين عليهالسلام الى مكة وهو يقرأ (فَخَرَجَ مِنْها خائِفاً يَتَرَقَّبُ قالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ولزم الطريق الأعظم فقال له أهل بيته : لو تنكبت الطريق الأعظم كما صنع ابن الزبير لئلا يلحق الطلب فقال : لا والله لا أفارقه حتى يقضى الله ما هو قاض ، ولما دخل الحسين عليهالسلام مكة كان دخوله إليها ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان دخلها وهو يقول : (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ قالَ عَسى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَواءَ السَّبِيلِ).
٣٥ ـ في مجمع البيان وروى عبد الله بن سنان قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول كانت عصى موسى قضيب آس من الجنة أتاه به جبرئيل (لَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ).
٣٦ ـ في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليهالسلام : قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من خرج في سفر ومعه عصا لو زمر وتلا هذه الآية (وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقاءَ مَدْيَنَ) الى قوله (وَاللهُ عَلى ما نَقُولُ وَكِيلٌ) آمنه الله من كل سبع ضار ، ومن كل لص عاد ومن كل ذات حمة حتى يرجع الى أهله ومنزله ، وكان معه سبعة وسبعون من المعقبات (١) يستغفرون له حتى يرجع ويضعها. وفي كتاب ثواب الأعمال مثله سواء.
٣٧ ـ في تفسير على بن إبراهيم متصل بقوله : (مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) ومر نحو مدين وكان بنيه وبين مدين مسيرة ثلاثة أيام ، فلما بلغ باب مدين راى بئرا يستقى الناس منها لاغنامهم ودوابهم ، فقعد ناحية ولم يكن أكل منذ ثلاثة أيام شيئا فنظر الى
__________________
(١) الحمة : السم أو لا برة نضرب بها الزنبور والحية ونحو ذلك أو تلدغ بها ، قاله الفيض (ره) في الوافي. وقال (ره) أيضا : والمعقبات : ملائكة الليل والنهار.