٣٩ ـ وفيه أيضا عن أمير المؤمنين عليهالسلام كلام طويل وفيه واما قولكم انى جعلت الحكم الى غيري وقد كنت عندكم أحكم الناس فهذا رسول الله صلىاللهعليهوآله قد جعل الحكم الى سعد يوم بنى قريظة وكان احكم الناس. وقد قال الله : (لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) فتأسيت برسول الله صلىاللهعليهوآله.
٤٠ ـ في مجمع البيان قال ثعلبة بن حاطب وكان رجلا من الأنصار للنبي صلىاللهعليهوآله : ادع الله أن يرزقني مالا ، فقال : يا ثعلبة قليل تؤدى شكره خير من كثير لا تطيقه أما لك في رسول الله أسوة حسنة ، والذي نفسي بيده لو أردت ان تسير الجبال معى ذهبا وفضة لسارت.
٤١ ـ في أصول الكافي احمد بن مهران رحمهالله رفعه وأحمد بن إدريس ومحمد بن عبد الجبار الشيباني قال : حدثني القاسم بن محمد الرازي قال : حدثني على ابن محمد الهرمز اى عن أبي عبد الله الحسين بن على عليهماالسلام قال : لما قبضت فاطمة عليهاالسلام دفنها أمير المؤمنينعليهالسلام سرا وعفي على موضع قبرها (١) ثم قال : فحول وجهه الى قبر رسول الله صلىاللهعليهوآله فقال : السلام عليك يا رسول الله عنى والسلام عليك عن ابنتك والبائنة في الثرى ببقعتك ، والمختار الله لها سرعة اللحاق (٢) بك قل يا رسول الله عن صفيتك صبري وعفي عن سيدة نساء العالمين تجلدي (٣) الا ان في التأسى لي بسنتك في فرقتك موضع تعزو والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
٤٢ ـ في الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن النعمان عن سعيد الأعرج قال : سمعت أبا عبد الله عليهالسلام يقول : نام رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الصبح والله عزوجل أنامه حتى طلعت الشمس عليه ، وكان ذلك رحمة من ربك للناس ، الا ترى لو ان رجلا نام حتى تطلع الشمس لعيره الناس وقالوا : لا تتورع لصلوتك فصارت أسوة وسنة ، فان قال رجل لرجل : نمت عن الصلوة ، قال : قد نام رسول الله صلىاللهعليهوآله فصارت أسوة
__________________
(١) العفو : المحو : وعفى على الأرض : غطاها بالنبات.
(٢) في الوافي : والمختار الله اضافة الى الفاعل ومفعول سرعة اللحاق.
(٣) عفى عن الشيء : أمسك عنه. والتجلد : تكلف الجلد ـ بالتحريك ـ وهو القوة والشدة.