قف هذه فيكم ، انه يؤتى بالمؤمن يوم القيامة حتى يوقف بين يدي الله عزوجل فيكون هو الذي يلي حسابه فيوقفه على سيئاته شيئا شيئا ، فيقول : عملت كذا في يوم كذا في ساعة كذا فيقول : اعرف يا رب حتى يوقفه على سيئاته كلها كل ذلك يقول عرف ، فيقول : سترتها عليك في الدنيا واغفرها لك اليوم ، أبدلوها لعبدي حسنات قال : فترفع صحيفته للناس فيقولون : سبحان الله ما كانت لهذا العبد ولا سيئة واحدة! فهو قول الله عزوجل : (فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ).
١٠٧ ـ في كتاب سعد السعود لابن طاوس رحمهالله نقلا عن تفسير الكلبي قال : لما جعل مطعم بن عيسى بن نوفل لغلامه وحشي ان هو قتل حمزة أن يعتقه ، فلما قتله وقدموا مكة لم يعتقه فبعث وحشي وجماعة الى النبي عليهالسلام انه ما يمنعنا من دينك الا اننا سمعناك تقرأ في كتابك ان من يدعو مع الله إلها آخر ويقتل النفس ويزني يلق أثاما ويخلد في العذاب ، ونحن قد فعلنا هذا كله ، فبعث إليهم بقوله تعالى : (إِلَّا مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً) فقالوا : نخاف ألا نعمل صالحا ، فبعث إليهم (إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ) فقالوا : نخاف الا ندخل في المشية فبعث إليهم : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً) فجاؤا وأسلموا فقال النبي صلىاللهعليهوآله لوحشى قاتل حمزة رضوان الله عليه : غيب وجهك عنى فاننى لا أستطيع النظر إليك ، قال : فلحق بالشام فمات في الخبر (١) هكذا ذكر الكلبي ، ١١٨ ـ في عوالي اللئالى وعن أبي ذر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال : اعرضوا عليه صغار ذنوبه وتخبأ كبارها فيقال : عملت يوم كذا وكذا وهو يقر ليس ينكر ، وهو مشفق من الكبائر أن تجيء فاذا أراد الله خيرا قال : أعطوه
__________________
(١) كذا في النسخ وكأنه اسم مكان قال الحموي في المعجم : الخبر موضع على سنة أميال من مسجد سعد بن ابى وقاص وفيها قصور على طريق الحاج. اه ولكن ذكر في أسد الغابة انه قال موسى بن عقبة عن ابن شهاب : مات وحشي في الخمر أخرجه الثلاثة «انتهى» وقال ابن حجر في تهذيب التهذيب في ترجمته : وكان مغرما بالخمر وفرض له عمر في ألفين ثم ردها الى ثلاثماة بسبب الخمر. «انتهى» فيحتمل التصحيف.