السلام تكبر في صدور أممهم وان بعضهم من يتخذ بعضهم إلها كالذي كان من النصارى في ابن مريم ، فذكرها دلالة على تخلفهم عن الكمال الذي انفرد به عزوجل ، الم تسمع الى قوله في صفة عيسى حيث قال فيه وفي امه : (كانا يَأْكُلانِ الطَّعامَ) يعنى ان من أكل الطعام كان له ثقل ، وكل من كان له ثقل فهو بعيد مما ادعته النصارى لابن مريم.
٢٤ ـ في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبي عن ابن أبي عمير عن هشام عن الصادق عليهالسلام قال : ان داود عليهالسلام لما جعله الله عزوجل خليفة في الأرض وانزل عليه الزبور واوحى الله عزوجل الى الجبال والطير ان يسبحن معه ، وكان سببه انه إذا صلى ببني إسرائيل يقوم وزيره بعد ما يفرغ من الصلوة فيحمد الله ويسبحه ويكبره ويهلله ثم يمدح الأنبياء عليهمالسلام نبيا نبيا ويذكر من فضلهم وأفعالهم وشكرهم وعبادتهم لله سبحانه والصبر على بلائه ولا يذكر داود عليهالسلام فنادى داود ربه ، فقال : يا رب قد أثنيت على الأنبياء بما قد أثنيت عليهم ولم تثن على؟ فأوحى الله عزوجل اليه : هؤلاء عبادي ابليتهم فصبروا ، وانا اثنى عليهم بذلك ، فقال : يا رب فابلنى حتى اصبر ، فقال : يا داود تختار البلاء على العافية انى أبليت هؤلاء ولم أعلمهم وانا ابليك وأعلمك ان بلائي في سنة كذا وشهر كذا ويوم كذا وكان داود يفرغ نفسه لعبادته يوما ويقعد في محرابه ، ويوما يقعد لبني إسرائيل فيحكم بينهم ، فلما كان في اليوم الذي وعده الله عزوجل اشتدت عبادته وخلا في محرابه وحجب الناس عن نفسه ، وهو في محرابه يصلى فاذا بطائر وقع بين يديه جناحاه من زبرجد أخضر ورجلاه من ياقوت أحمر ورأسه ومنقاره من اللؤلؤ والزبرجد فأعجبه جدا ونسي ما كان فيه ، فقام ليأخذه فطار الطائر فوقع على حائط بين داود وبين أوريا بن حيان ، وكان داود قد بعث أوريا في بعث ، فصعد داود عليهالسلام ذلك الحائط ليأخذ الطير فاذا امرأة أوريا جالسة تغتسل ، فلما رأت ظل داود نشرت شعرها وغطت به بدنها ، فنظر إليها داود وافتتن بها ، ورجع الى محرابه ونسي ما كان فيه ، وكتب الى صاحبه في ذلك البعث لما ان تصيروا (١) الى موضع كيت وكيت يوضع التابوت بينهم
__________________
(١) وفي نسخة البحار «ان يسيروا» مكان «لما ان تصيروا».