قال : يا رب فان لم يفعل؟ قال : استوهبك منه ، فخرج داود عليهالسلام يمشى على قدميه ويقرء الزبور وكان إذا قرء الزبور لا يبقى حجر ولا مدر ولا طاير ولا سبع الا ويجاوبه حتى انتهى الى جبل وعليه نبي عابد يقال له حزقيل ، فلما سمع دوي الجبال وصوت السباع علم انه داود ، فقال : هذا النبي الخاطئ. فقال داود : يا حزقيل أتأذن لي ان اصعد إليك؟ قال : لا فانك مذنب ، فبكى داود عليهالسلام فأوحى الله الى حزقيل : يا حزقيل لا تعير داود بخطيئته وسلني العافية ، فنزل حزقيل وأخذ بيد داود وأصعده اليه فقال له داود : يا حزقيل هل هممت بخطيئة قط؟ قال : لا قال : فهل دخلت العجب مما أنت فيه من عبادة الله؟ قال : لا ، قال : فهل ركنت الى الدنيا فأحببت ان تأخذ من شهواتها ولذاتها؟ قال : بلى ربما عرض ذلك بقلبي ، قال فما تصنع؟ قال : ادخل هذا الشعب فاعتبر بما فيه ، قال : فدخل داود عليهالسلام الشعب فاذا بسرير من حديد عليه جمجمة بالية وعظام نخرة ، وإذا لوح من حديد وفيه مكتوب ، فقرأه داود فاذا فيه : انا اروى بن سلم ملكت الف سنة وبنيت الف مدينة ، وافتضضت الف جارية ، وكان آخر أمري ان صار التراب فراشي ، والحجارة وسادي ، والحيات والديدان جيراني ، فمن راني فلا يغتر بالدنيا ، ومضى داود حتى أتى قبر أوريا فناداه فلم يجبه ثم ناداه ثانية فلم يجبه ، ثم ناداه ثالثة ، فقال أوريا : ما لك يا نبي الله شغلتني عن سروري وقرة عيني؟ قال : يا أوريا اغفر لي وهب لي خطيئتي ، فأوحى الله عزوجل اليه : يا داود بين له ما كان منك ، فناداه داود فأجابه في الثالثة فقال : يا أوريا فعلت كذا وكذا وكيت وكيت؟ فقال أوريا : أتفعل الأنبياء مثل هذا؟ فناداه فلم يجبه ، فوقع داود على الأرض باكيا فأوحى الله عزوجل الى صاحب الفردوس ليكشف عنه ، فكشف عنه فقال أوريا : لمن هذا؟ فقال لمن غفر لداود خطيئته ، فقال : يا رب قد وهبت له خطيئته ، فرجع داود عليهالسلام الى بنى إسرائيل وكان إذا صلى وزيره يحمد الله ويثنى عليه ويثنى على الأنبياء ثم يقول : كان من فضل نبي الله داود قبل الخطيئة كيت وكيت ، فاغتم داود عليهالسلام فأوحى الله عزوجل اليه : يا داود قد وهبت لك خطيئتك وألزمت عار ذنبك بنى إسرائيل ، قال : يا رب