الستور ، وانما معنى قولنا استتر أنه لطف عن مدى ما تبلغه الأوهام ، كما لطف النفس وهي خلق من خلقه ، وارتفعت عن إدراكها بالنظر.
١٣٥ ـ في كتاب التوحيد عن الرضا عليهالسلام كلام طويل في التوحيد وفيه لا تشمله المشاعر ولا يحجبه الحجاب فالحجاب بينه وبين خلقه لامتناعه مما يمكن في ذواتهم ولإمكان ذواتهم مما يمتنع منه ذاته ، ولافتراق الصانع والمصنوع والرب والمربوب والحاد والمحدود.
١٣٦ ـ وفيه عن الرضا عليهالسلام أيضا كلام وفيه قال الرجل : فلم احتجب؟ فقال أبو الحسن عليهالسلام : ان الحجاب على الخلق لكثرة ذنوبها ، فاما هو فلا تخفي عليه خافية في آناء الليل والنهار.
١٣٧ ـ وفيه حديث طويل عن على عليهالسلام يقول فيه وقد سأله رجل عما اشتبه عليه من الآيات : فأما قوله : (وَما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ) ما ينبغي لبشر ان يكلمه الله الا وحيا ، وليس بكائن الا من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحى باذنه ما يشاء كذلك قال الله تبارك وتعالى علوا كبيرا قد كان الرسول يوحى اليه من رسل السماء فتبلغ رسل السماء رسل الأرض وقد كان الكلام بين رسل أهل الأرض وبينه من غير أن يرسل الكلام مع رسل أهل السماء وقد قال رسول الله صلىاللهعليهوآله : يا جبرئيل هل رأيت ربك؟ فقال جبرئيل : ان ربي لا يرى فقال رسول الله صلىاللهعليهوآله : من اين تأخذ الوحي فقال : آخذه من إسرافيل فقال : ومن أين يأخذه إسرافيل؟ قال يأخذه من ملك فوقه من الروحانيين قال : فمن أين يأخذه ذلك الملك؟ قال يقذف في قلبه قذفا فهذا وحي وهو كلام الله عزوجل وكلام الله ليس بنحو واحد ، منه ما كلم الله به الرسل ومنه ما قذفه في قلوبهم ومنه رؤيا يراها الرسل ومنه وحي وتنزيل يتلى ويقرأ فهو كلام الله فاكتف بما وصفت لك من كلام الله فان معنى كلام الله ليس بنحو واحد فان منه ما تبلغ به رسل السماء رسل الأرض.
١٣٨ ـ في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمهالله عن أمير المؤمنين عليهالسلام حديث طويل يقول فيه عليهالسلام لبعض الزنادقة وقد جاء اليه مستدلا بآي من القرآن متوهما