ولا تشربوا في فخارها ، فانه يورث الذلة ويذهب بالغيرة ، ثم قال : لا عليك أن تأتى مسجد رسول الله صلىاللهعليهوآله وتصلى فيه ركعتين ، وتستخير الله عزوجل مأة مرة [ومرة] فاذا عزمت على شيء وركبت البر فاذا استويت (١) على راحلتك فقال : (سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنا هذا وَما كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلى رَبِّنا لَمُنْقَلِبُونَ) فانه ما ركب أحد ظهرا فقال هذا وسقط الألم يصبه كسر ولا ونى ولا وهن ، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.
وقوله عزوجل : (أَوَمَنْ يُنَشَّؤُا فِي الْحِلْيَةِ) اى ينشأو في الذهب (وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ) قال ان موسى عليهالسلام أعطاه الله عزوجل من القوة ان ارى فرعون صورته على فرس من ذهب رطب عليه ثياب من ذهب رطب فقال فرعون «أو من ينشأو في الحلية» اى ينشأو بالذهب (وَهُوَ فِي الْخِصامِ غَيْرُ مُبِينٍ) قال : لا يبين الكلام ولا يتبين من الناس ، ولو كان نبيا لكان خلاف الناس.
١٩ ـ في بصائر الدرجات احمد بن الحسين عن أبيه عن بكر بن صالح عن عبد الله بن إبراهيم بن عبد العزيز بن محمد بن على بن عبد الله بن جعفر الجعفري قال : حدثنا يعقوب بن جعفر قال : كنت مع أبى الحسن عليهالسلام بمكة فقال له رجل انك لتفسر من كتاب الله ما لم يسمع ، فقال : علينا نزل قبل الناس ، ولنا فسر قبل أن يفسر في الناس فنحن نعرف حلاله وحرامه ، وناسخه ومنسوخه ، ومتفرقه وحضرته وفي اى ليلة نزلت من آية وفيمن نزلت وفيما أنزلت ، فنحن حكماء الله في أرضه ، وشهداؤه على خلقه ، وهو قول الله تبارك وتعالى : (سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْئَلُونَ) فالشهادة لنا والمسئلة للمشهود عليه ، فهذا علم قد أنهيته.
٢٠ ـ في أصول الكافي باسناده إلى عبد الله بن إبراهيم الجعفري قال : كتب يحيى بن عبد الله بن الحسن إلى موسى بن جعفر عليهالسلام : اما بعد فانى أوصى نفسي بتقوى الله وبها أوصيك فانها وصية الله في الأولين ووصيته في الآخرين خبرني من ورد على من
__________________
(١) كذا في النسخ ولكن في المصدر «فاذا عزمت على شيء وركبت البحر أو إذا استويت على راحلك ... اه».