التعبير عنه بلفظ المثنى. وقال أبو حيّان في «البحر المحيط» : إن ابن مالك غلط في ذلك. قلت : وزعم الجاحظ في كتاب «البيان والتبيين» ، أن قول القائل : اشتر رأس كبشين يريد رأسي كبشين خطأ. قال : لأن ذلك لا يكون اه. وذلك يؤيد قول ابن عصفور بأن التعبير عن المضاف المثنى بلفظ الإفراد مقصور على السماع ، أي فلا يصار إليه. وقيّد الزمخشري في «المفصل» هذا التعبير بقيد أن لا يكون اللفظان متصلين. فقال : «ويجعل الاثنان على لفظ جمع إذا كانا متصلين كقوله : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) ولم يقولوا في المنفصلين : أفراسهما ولا غلمانهما. وقد جاء وضعا رحالهما». فخالف إطلاق ابن مالك في «التسهيل» وطريقة صاحب «المفصل» أظهر.
وقوله : (وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ) هو ضد (إِنْ تَتُوبا) أي وإن تصرّا على العود إلى تألبكما عليه فإن الله مولاه إلخ.
والمظاهرة : التعاون ، يقال : ظاهره ، أي أيده وأعانه. قال تعالى : (وَلَمْ يُظاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً) في سورة براءة [٤]. ولعلّ أفعال المظاهر ووصف ظهير كلها مشتقة من الاسم الجامد ، وهو الظّهر لأن المعين والمؤيد كأنه يشد ظهر من يعينه ولذلك لم يسمع لهذه الأفعال الفرعية والأوصاف المتفرعة عنها فعل مجرد. وقريب من هذا فعل عضد لأنهم قالوا : شد عضده.
وأصل (تَظاهَرا) تتظاهرا فقلبت التاء ظاء لقرب مخرجيها وأدغمت في ظاء الكلمة وهي قراءة الجمهور. وقرأه عاصم وحمزة والكسائي (تَظاهَرا) بتخفيف الظاء على حذف إحدى التاءين للتخفيف.
(وَصالِحُ) مفرد أريد به معنى الفريق الصالح أو الجنس الصالح من المؤمنين كقوله تعالى : (فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ) [الحديد : ٢٦]. والمراد ب (صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) المؤمنون الخالصون من النفاق والتردد.
وجملة (فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ) قائمة من مقام جواب الشرط معنى لأنها تفيد معنى يتولّى جزاء كما على المظاهرة عليه ، لأن الله مولاه. وفي هذا الحذف مجال تذهب فيه نفس السامع كل مذهب من التهويل.
وضمير الفصل في قوله : (هُوَ مَوْلاهُ) يفيد القصر على تقدير حصول الشرط ، أي إن تظاهرتما متناصرتين عليه فإن الله هو ناصره لا أنتما ، أي وبطل نصركما الذي هو