إذا لسعته النحل لم يرج لسعها |
|
وحالفها في بيت نوب عواسل |
أي لم يخف لسعها واستمرّ على اشتيار العسل. قال الفراء : إنما يوضع الرجاء موضع الخوف لأن مع الرجاء طرفا من الخوف من الناس ومن ثم استعمل الخوف بمعنى العلم كقوله تعالى : (فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيما حُدُودَ اللهِ) الآية [البقرة : ٢٢٩] ، والمعنى : لا تخافون عظمة الله وقدرته بالعقوبة.
وعلى تأويل الوقار قال قتادة : الوقار : العاقبة ، أي ما لكم لا ترجون لله عاقبة ، أي عاقبة الإيمان ، أي أن الكلام كناية عن التوبيخ على تركهم الإيمان بالله ، وجعل أبو مسلم الأصفهاني : الوقار بمعنى الثبات ، قال : ومنه قوله تعالى : (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَ) [الأحزاب: ٣٣] أي اثبتن ، ومعناه ما لكم لا تثبتون وحدانية الله.
وتتركب من هذين التأويلين معان أخرى من كون الوقار مسندا في التقدير إلى فاعله أو إلى مفعوله ، وهي لا تخفى.
وأما قوله (لِلَّهِ) فالأظهر أنه متعلق ب (تَرْجُونَ) ، ويجوز في بعض التأويلات الماضية أن يكون متعلقا ب (وَقاراً) : إمّا تعلّق فاعل المصدر بمصدره فتكون اللام في قوله (لِلَّهِ) لشبه الملك ، أي الوقار الذي هو تصرف الله في خلقه إن شاء أن يوقركم ، أي يكرمكم بالنعيم ، وإمّا تعلق مفعول المصدر ، أي أن توقروا الله وتخشوه ولا تتهاونوا بشأنه تهاون من لا يخافه فتكون اللام لام التقوية.
وجملة (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً) حال من ضمير (لَكُمْ) أو ضمير (تَرْجُونَ) ، أي في حال تحققكم أنه خلقكم أطوارا.
فأما أنه خلقهم فموجب للاعتراف بعظمته لأنه مكونهم وصانعهم فحق عليهم الاعتراف بجلاله.
وأما كون خلقهم أطوارا فلأن الأطوار التي يعلمونها دالّة على رفقه بهم في ذلك التطور ، فهذا تعريض بكفرهم النعمة ، ولأن الأطوار دالة على حكمة الخالق وعلمه وقدرته ، فإن تطور الخلق من طور النطفة إلى طور الجنين إلى طور خروجه طفلا إلى طور الصبا إلى طور بلوغ الأشد إلى طور الشيخوخة وطروّ الموت على الحياة وطروّ البلى على الأجساد بعد الموت ، كل ذلك والذات واحدة ، فهو دليل على تمكن الخالق من كيفيات الخلق والتبديل في الأطوار ، وهم يدركون ذلك بأدنى التفات الذهن ، فكانوا محقوقين بأن