إلى السجود إلخ للتذكير بأهوال ذلك اليوم.
وعلى كلا الوجهين في تعلق (يَوْمَ) فالمراد باليوم يوم القيامة.
والكشف عن ساق : مثل لشدة الحال وصعوبة الخطب والهول ، وأصله أن المرء إذا هلع أن يسرع في المشي ويشمر ثيابه فيكشف عن ساقه كما يقال : شمر عن ساعد الجد ، وأيضا كانوا في الروع والهزيمة تشمر الحرائر عن سوقهن في الهرب أو في العمل فتنكشف سوقهن بحيث يشغلهن هول الأمر عن الاحتراز من إبداء ما لا تبدينه عادة ، فيقال : كشفت عن ساقها أو شمّرت عن ساقها ، أو أبدت عن ساقها ، قال عبد الله بن قيس الرقيات :
كيف نومي على الفراش ولما |
|
تشمل الشام غارة شعواء |
تذهل الشيخ عن بنيه وتبدي |
|
عن خدام العقيلة العذراء |
وفي حديث غزوة أحد قال أنس بن مالك : «انهزم الناس عن النبي صلىاللهعليهوسلم ولقد رأيت عائشة وأم سليم وأنهما لمشمّرتان أرى خدم سوقهما تنقلان القرب على متونهما ثم تفرغانها في أفواه القوم ثم ترجعان فتملئانها» إلخ ، فإذا قالوا : كشف المرء عن ساقه فهو كناية عن هول أصابه وإن لم يكن كشف ساقه. وإذا قالوا : كشف الأمر عن ساق ، فقد مثلوه بالمرأة المروعة ، وكذلك كشفت الحرب عن ساقها ، كل ذلك تمثيل إذ ليس ثمة ساق قال حاتم :
فتى الحرب عضّت به لحرب الحرب عضها |
|
وإن شمرت عن ساقها الحرب شمّرا |
وقال جد طرفة من الحماسة :
كشفت لهم عن ساقها |
|
وبدا من الشر البواح |
وقرأ ابن عباس يوم تكشف بمثناة فوقية وبصيغة البناء للفاعل على تقدير تكشف الشدة عن ساقها أو تكشف القيامة ، وقريب من هذا قولهم : قامت الحرب على ساق.
والمعنى : يوم تبلغ أحوال الناس منتهى الشدة والروع ، قال ابن عباس : يكشف عن ساق : عن كرب وشدة ، وهي أشد ساعة في يوم القيامة.
وروى عبد بن حميد وغيره عن عكرمة عن ابن عباس أنه سئل عن هذا ، فقال : «إذا خفي عليكم شيء من القرآن فابتغوه في الشعر فإنه ديوان العرب» ، أما سمعتم قول الشاعر :