صبرا عناق إنه لشر باق |
|
فقد سنّ لي قومك ضرب الأعناق (١) |
وقامت الحرب بنا على ساق
وقال مجاهد : (يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) : شدّة الأمر.
وجملة (وَيُدْعَوْنَ) ليس عائدا إلى المشركين مثل ضمير (إِنَّا بَلَوْناهُمْ) [القلم : ١٧] إذ لا يساعد قوله : (وَقَدْ كانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) فإن المشركين لم يكونوا في الدنيا يدعون إلى السجود. فالوجه أن يكون عائدا إلى غير مذكور ، أي ويدعى مدعوون فيكون تعريضا بالمنافقين بأنهم يحشرون مع المسلمين ويمتحن الناس بدعائهم إلى السجود ليتميز المؤمنون الخلص عن غيرهم تميز تشريف فلا يستطيع المنافقون السجود فيفتضح كفرهم ، قال القرطبي عن قيس بن السكن عن عبد الله بن مسعود : فمن كان يعبد الله مخلصا يخرّ ساجدا له ويبقى المنافقون لا يستطيعون كأنّ في ظهورهم السفافيد ا ه. فيكون قوله تعالى:(وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ) إدماجا لذكر بعض ما يحصل من أحوال ذلك اليوم.
وفي «صحيح مسلم» من حديث الرؤية وحديث الشفاعة عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «فيكشف عن ساق فلا يبقى من كان يسجد لله من تلقاء نفسه إلّا أذن الله له بالسجود ، ولا يبقى من كان يسجد رياء إلّا جعل الله ظهره طبقة واحدة كلما أراد أن يسجد خرّ على قفاه» الحديث ، فيصلح ذلك تفسيرا لهذه الآية.
وقد اتبع فريق من المفسرين هذه الرواية وقالوا : يكشف الله عن ساقه ، أي عن مثل الرجل ليراها الناس ثم قالوا هذا من المتشابه ، على أنه روي عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلىاللهعليهوسلم في قوله تعالى : (عَنْ ساقٍ) قال يكشف عن نور عظيم يخرون له سجدا.
ورويت أخبار أخرى ضعيفة لا جدوى في ذكرها.
و (السُّجُودِ) الذي يدعون إليه : سجود الضراعة والخضوع لأجل الخلاص من أهوال الموقف.
وعدم استطاعتهم السجود لسلب الله منهم الاستطاعة على السجود ليعلموا أنهم لا رجاء لهم في النجاة.
والذي يدعوهم إلى السجود الملائكة الموكلون بالمحشر بأمر الله تعالى كقوله
__________________
(١) شربق مقلوب شبرق أي مزق ويقال : ثوب شرباق كقرطاس.