ما خالد وما خطره بعد ما اتخذ إلهه هواه ، وسوّلته نفسه ، وأضلّته شهوته ، وأسكره شبقه؟ فهتك حرمات الله ، وشوّه سمعة الإسلام المقدّس ، ونزى على زوجه مالك قتيل غيّه في ليلته ، إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا ، ولم يكن قتل الرجل إلّا لذلك السفاح ، وكان أمرا مشهودا وسرّا غير مستسر ، وكان يعلمه نفس مالك ويخبر زوجته بذلك قبل وقوع الواقعة بقوله لها : أقتلتني ، فقتل الرجل مظلوما غيرة ومحاماة على ناموسه ، وفي المتواتر من قتل دون أهله فهو شهيد.
والعذر المفتعل من منع مالك الزكاة لا يبرّئ خالدا من تلكم الجنايات ، أيصدّق جحد الرجل فرض الزكاة ومكابرته عليها وهو مؤمن بالله وكتابه ورسوله ومصدّق بما جاء به نبيه الأقدس ، يقيم الصلاة ويأتي بالفرائض بأذانها وإقامتها ، وينادي بأعلى صوته : نحن المسلمون ، وقد استعمله النبيّ الأعظم على الصدقات ردحا من الزمن؟ لاها الله. أيسلب امتناع الرجل المسلم عن أداء الزكاة حرمة الإسلام عن أهله وماله وذويه ويجعلهم أعدال أولئك الكفرة الفجرة الذين حقّ على النبيّ الطاهر شنّ الغارة عليهم؟ أيجوز أن يحكم على أولئك الأطهار بالسبي والقتل الذريع والإغارة على ما يملكون ، والنزو على تلكم الحرائر المأسورات؟
إن تسليط الخليفة المزعوم أبو بكر أمثال خالد وضرار بن الأزور شارب الخمور وصاحب الفجور على الأنفس والدماء ، وعلى الأعراض ، وعهده إلى جيوشه في حرق أهل الردّة وقد نهت السنّة الشريفة عنه.
هل يرتاب أحد في أن سيفا سلّه المولى سبحانه لا يكون فيه قطّ رهق ولا شغب ، ولا تسفك به دماء محرّمة ، ولا تهتك به حرمات الله ، ولا يرهف لنيل الشهوات ، ولا ينضى للشبق ، ولا يفتك به ناموس الإسلام؟ فما خالد وما خطره حتى يهبه الخليفة تلك الفضيلة الرابية ويراه سيفا سلّه الله على أعدائه ، وهو عدو الله بنص من الخليفة الثاني ، أليست هذه كلها تحكّما وسرفا في الكلام ، وزورا في القول ، واتخاذ الفضائل في دين الله مهزئة ومجهلة؟