رسوله في رحم طاهرة؟ معاذ الله إنه ربها أحسن مثواها إنه على كل شيء قدير.
(٤) إن إبا طالب عليهالسلام دعا وزوجته فاطمة ربّهما في أن يلهمهما في اسم وليدهما الذي سوف يولد ، حينما كانت تسميه وهو في بطنها باسم أبيها «أسد» فلم يرض أبو طالب بهذا الاسم فقال : هلمّ حتى نعلو أبا قبيس ليلا ، وندعوا خالق الخضراء ، فلعله أن ينبئنا في اسمه ، فلما أمسيا خرجا وصعدا أبا قبيس ، ودعيا الله تعالى ، فأنشأ أبو طالب شعرا :
يا رب هذا الغسق الدجي |
|
والفلق المبتلج المضي |
بيّن لنا عن أمرك المقضي |
|
لما نسمي ذلك الصبي |
فإذا خشخشة من السماء ، فرفع أبو طالب طرفه ، فإذا لوح مثل زبرجد أخضر فيه أربعة أسطر فأخذه بكلتا يديه وضمّه إلى صدره ضما شديدا ، فإذا مكتوب :
خصصتما بالولد الزكيّ |
|
والطاهر المنتجب الرضي |
وسامه من قاهر العليّ |
|
عليّ اشتق اسمه من العليّ |
فسر أبو طالب عليهالسلام سرورا عظيما ، وخرّ ساجدا لله تعالى وعقّ بعشرة من الإبل وكان اللوح معلّقا في البيت الحرام يفتخر به بنو هاشم على قريش حتى غاب زمان قتال الحجاج ابن الزبير (١).
وليس صحيحا ما روي في خبر ضعيف : أن فاطمة سمّت ابنها باسم أبيها (٢) بعد خروجها من الكعبة ، فإن ذلك يعتبر تحريفا لمضامين الأخبار المتضافرة التي دلت على أن الله تعالى أمرها وهي في الكعبة أن تسميه عليا ، فالأولى طرح ذاك
__________________
(١) ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص ٢٥٥ وكفاية الطالب / الكنجي الشافعي ص ٢٦٠.
(٢) اسم أبيها «أسد» وحيدر من أسماء الأسد ، والإمام علي عليهالسلام كان يقول فيما نسب إليه في وقعة خيبر :
«أنا الذي سمتني أمي حيدرة |
|
كليث غابات كريه المنظرة |
أكيلكم بالسيف كيل السندره» |