قلنا : إن التلفظ بالمفرد ، مع قصد إرادة الجمع خطأ لا يصار إليه ما دام قادرا على التعبير بلفظ الجمع ، فكان بإمكانه أن يقول : لا يطّلع عليه أحد إلا الذين يلون أمره ، وحتى لو قلنا بجواز القصد المزبور فلا يمكن حمل «المشاهدة» على محل إقامته وسكناه لخلو الحديث من كشف الشيعة ومعرفتهم لسكنى وإقامة الإمام المهديّ عليهالسلام بعد الصيحة والسفياني.
الشبهة التاسعة عشرة :
قد اشتهر واستفاض من خروج كتاب ورد من الناحية المقدّسة على يد الشيخ المفيد رحمهالله ، فكيف يتفق مع ما تسالمت عليه الطائفة من انقطاع السفارة وأن من ادّعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ، أليس ما ورد على يد المفيد (قدسسره) ادّعاء للمشاهدة؟
والجواب :
أولا : من الصعب الجزم بصدور هذا الكتاب من الناحية المقدّسة للشيخ المفيد «قدّس سره» وذلك لأن أول من ادّعى وجود كتاب من الحجّة المنتظر عليهالسلام إلى الشيخ المفيد هو الشيخ الطبرسي عليه الرحمة في كتابه الاحتجاج ولم يذكر طريقه وسنده إلى الشيخ المفيد ، فالطبرسي متفرد بذكر الرسالة مع أن الشيخ الطوسي وهو تلميذ المفيد ومن خواصه المقربين إليه لم يذكر ذلك في كتبه بشكل عام لا سيّما عند ترجمة شيخه المفيد ، مع أنه أثنى عليه بأبلغ الثناء والمدح ، ولو كان هذا الكتاب صادرا من الناحية المقدّسة لناسب ذكره في الترجمة لأنه أبلغ شيء في التعريف بمكانة شيخه ، وكذلك الشيخ أبو العبّاس أحمد بن عليّ النجاشي والسيّدين الرضي والمرتضى ، كلّ هؤلاء لم يذكروا تلك الرسالة المنسوبة لشيخهم المفيد ، لا سيّما عند تعرّضهم لترجمة حياته المباركة مع أنهم أطروا عليه بأحسن الثناء ، وكذا غيرهم ممن تأخر عنهم كأمثال ابن إدريس الحلي وأبي الفتح الكراجكي وهو تلميذ المفيد أيضا لم يتعرض لفحوى الرسالة ، وعلى أي حال