قال الملك للعبّاسي :
فلما ذا أنت تنكر الحقائق الواردة عندنا نحن السّنّة؟
قال العبّاسي : خوفا على عقيدة العوام أن تتزلزل وتميل قلوبهم نحو الشيعة!
قال العلوي : إذن أنت أيّها العبّاسي مصداق لقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ ما أَنْزَلْنا مِنَ الْبَيِّناتِ وَالْهُدى مِنْ بَعْدِ ما بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتابِ أُولئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ) (البقرة : ١٥٩.
فشملتك اللعنة من الله تعالى .. ثم قال العلوي :
أيّها الملك ، اسأل العبّاسي هل يجب على العالم المحافظة على كتاب الله وأقوال رسول الله أم يجب المحافظة على عقيدة العوام المنحرفة عن الكتاب والسّنّة؟
قال العبّاسي :
إني أحافظ على عقيدة العوام حتى لا تميل قلوبهم إلى الشيعة لأن الشيعة أهل بدعة(١)!.
____________________________________
عرّف اللغويون «البدعة» بأنها «الحدث وما ابتدع من الدين بعد الإكمال ، وقال ابن السكيت : كلّ محدثة» (١).
وعرّفها آخر : بأنها ما أحدث على غير مثال سابق (٢).
__________________
(١) لسان العرب ج ٨ / ٦.
(٢) المنجد الأبجدي ص ١٩٥ ومجمع البحرين ج ٤ / ٢٩٨.