المفيد عقائد الصدوق ، علينا أن نصحّح عقيدة هذين الرجلين في افترائهما على أصل الكتاب ، ولا يهمّنا أن فلانا شهدت له الطائفة بدفاعه عنها ، لأن أجره على الله تعالى إن كان مخلصا لا علينا ، وكثرة مصنفاته ودفاعه عن عقيدة آل البيت عليهمالسلام لا تعني مطلقا أنه لا يخطئ أبدا ، ولا تستلزم أيضا أن يدور الحق معه حيثما دار ، وإلا فإن هناك من هو أجلّ منه وهو الصدوق الذي ولد بدعاء المعصوم عليهالسلام ، وقد وقع في الخطأ ـ حسبما نسب إليه ـ حتى استدعى الأمر عند المفيد أن يردّ عليه مصحّحا له اعتقاداته.
وعليه فإن ما ذكره هذان الرجلان لا يعبّر عن وجهة نظر الإمامية في هجومهما على كتاب سليم ، لأن الحق فوقهما ، ومتى كانت أقوال الرجال حجّة في إثبات الحقائق أو نفيها؟
١ ـ عدم مطالعة الكتاب بدقّة وتعمّق ، وعدم ملاحظته كأصل أصيل اهتمّ به علماء الشيعة طيلة ١٤ قرنا.
٢ ـ الاشتباه في الآراء العلمية والمباني المتخذة في معنى الغلو وأمثاله ، ويتبع ذلك الاشتباه في فهم بعض مصطلحات الرجاليين المتقدمين.
٣ ـ إلقاء مجرد الاحتمالات وما يخطر بالبال في أول وهلة بلا تدبّر وتعمّق فيها وبدون ملاحظة أثرها في الأذهان.
٤ ـ أن جذور المسألة تنتهي في الأكثر إلى الدافع العقائدي في عدة من أعداء أهل البيتعليهمالسلام المظهرين للبغض والعناد مع كل ما يوجب إحياء أمر آل رسول الله صلوات الله عليهم ، وذلك مثل الفيض آبادي الذي قام المير حامد حسين في وجهه وأحسن في إبطال ما أورده وذلك في كتابه استقصاء الإفحام.
٥ ـ رأينا بعض من ليس من المخالفين يواجه الكتاب بمثل ما واجهه المعاندون ، ولعلّ ذلك صادر عن غفلة ونسيان لما هو أساس عقائد الشيعة ، أو