عظيم ، شفتاه ممتلئتان سخطا ولسانه كنار آكلة ، ونفخته كنهر غامر يبلغ إلى الرّقبة» (١).
ونزل في السحاب ليخاطب موسى : «وصعد إلى جبل سيناء كما أمره الرب .. فنزل الربّ في السحاب ، فوقف عنده ـ أي عند موسى ـ هناك ونادى باسم الرب» (٢).
هذه نبذة من أخبار اليهود حيث لا يؤمنون بتوحيد الربّ بل هم من حاربوا التوحيد بتعاونهم مع مشركي الجزيرة العربية فأقحموا الكثير من معتقداتهم في صفوف المسلمين ، لا سيّما عبر الأحبار الذين تظاهروا بالإسلام لضربه في الصميم.
فما قدّمنا من أخبار توراتية يبدو التجسيم فيها واضحا.
وأما التجسيد عند النصارى فواضح أيضا ، نورد قسما مما ذكروه في الإنجيل منها :
ما ورد في إنجيل يوحنا : الإصحاح العاشر / ٣٨ :
«إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي ، ولكن إن كنت أعمل فإن لم تؤمنوا بي فآمنوا بالأعمال لكي تعرفوا وتؤمنوا أن الأب فيّ وأنا فيه».
وفي مقطع آخر قال : «أنا والأب واحد» (٣).
ونسبوا زورا إلى النبيّ عيسى عليهالسلام أنه قال أيضا : «ليكون الجميع واحدا كما أنك أنت أيها الأب فيّ وأنا فيك ليكونوا هم أيضا واحدا فينا .. وأنا قد أعطيتهم المجد الذي أعطيتني ليكونوا واحدا كما أننا نحن واحد ، أنا فيهم وأنت فيّ ليكونوا مكمّلين إلى واحد ..» (٤).
__________________
(١) إشعيا : ٣٠ / ٢٧.
(٢) الخروج : ٣٢ / ٥.
(٣) إنجيل يوحنا : ١٠ / ٣٠.
(٤) يوحنا : ١٧ / ٢٤.