وفي خبر آخر قال لها : وتتعجبين من هذا أنك تحبلين وتلدين بوصيه ووزيره (١).
وحديث الدار فيه دلالة قطعية على إمامة أمير المؤمنين في السنة الثالثة للبعثة حينما رفع النبيّ يد الإمام عليهالسلام وقال : هذا أخي وحبيبي ووصيي عليكم فاسمعوا له وأطيعوا. إنها أمّ النبيّ حسبما عبّر عنها ذلك هو صلىاللهعليهوآلهوسلم حيث قال لما ماتت : «جزاك الله من أمّ خيرا ، لقد كانت خير أم ، وكانت ربت النبيّ» (٢) كما أنه صلىاللهعليهوآلهوسلم كبّر عليها أربعين تكبيرة (٣).
وروى صاحب مرآة العقول بإسناده عن أنس بن مالك قال : لمّا ماتت فاطمة بنت أسد دخل إليها رسول الله فجلس عند رأسها وقال :
رحمك الله يا أمي ، كنت أمي بعد أمي ، تجوعين وتشبعينني ، وتعرين وتكسينني ، وتمنعين نفسك طيب الطعام وتطعمينني ، تريدين بذلك وجه الله والآخرة (٤).
والسؤال المطروح :
هل صحيح ما يقوله أعداء آل البيت عليهمالسلام أنها كانت كافرة قبل الإسلام «معاذ الله»؟
والجواب :
لم يثبت عندنا ـ نحن الإمامية ـ ذلك ، بل الثابت هو العكس لقرائن وشواهد كثيرة أهمها :
__________________
(١) نفس المصدر ج ١ / ٤٥٤ ح ٣.
(٢) مقاتل الطالبيين ص ٨ ، الإصابة ج ٤ / ٣٨٠ ؛ الدر المنثور في طبقات ربات الخدور ص ٣٥٨ ؛ تذكرة الخواص ص ١٠ ؛ الفصول المهمة للمالكي ص ١٣ ، تاريخ الخميس ج ١ / ٤٦٨ ، وبحار الأنوار ج ٣٥ / ٧٠ ، وأصول الكافي ج ١ / ٤٥٣.
(٣) بحار الأنوار ج ٣٥ / ٧٠.
(٤) مرآة العقول في شرح أخبار الرسول ج ٥ / ٢٧٨ ط / دار الكتب الإسلامية ، تهران.