الخبر بتقديم ما أشرنا إليه ، أو أننا نجمع بين الأخبار المتعارضة بحمل ذاك الخبر على أنها سمته باسم أبيها قبل أن تلد الإمام عليهالسلام ، ثم لمّا دخلت الكعبة سماه الله عليّا ، أو أن أبا طالب بعد ولادة زوجته جاءه التأكيد مرة أخرى من الله على تسميته بعليّ. أو يكون «حيدر» من ألقابه الشريفة ، فكانت أمه تناديه بحيدر لما عرفت منه القوة والشجاعة والبطولة والحمية ، وهل هناك مثل أمير المؤمنين عليّ إلّا رسول الله محمّد؟ صلّى الله على محمّد وعليّ وآلهما.
(٥) كشف المعصوم عليهالسلام عن طهارة آباء الإمام الحسين عليهالسلام وأجداده ومنهم فاطمة بنت أسد ، بقوله عليهالسلام :
«يا مولاي يا أبا عبد الله أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة لم تنجّسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها ..» (١).
إن التقلّب في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهّرة يستلزم أن تكون ـ أي هذه الأرحام والأصلاب ـ مؤمنة بالله تعالى لا مشركة ، قال تعالى : (الَّذِي يَراكَ حِينَ تَقُومُ* وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ) (٢).
ومعناها : تقلّبك في الموحدين من نبيّ إلى نبيّ حتى أخرجك نبيّا (٣). وكذا أئمة آل البيتعليهمالسلام تقلبوا في الأصلاب والأرحام المطهّرة عن السفاح والكفر والفسق والفجور وما شابه ذلك.
(٦) دلت السيرة العقلائية القريبة من عصر النص ، على طهارتها قبل الإسلام ، لذا مدحها الشعراء والأدباء بقصائدهم للتدليل على علو شأنها ، وممن أنشد الشاعر الكبير «الحميري» في قصيدة قال فيها :
__________________
(١) رواها الشيخ الطوسي في «المصباح» وكذا ابن قولويه في كتاب «المزار».
(٢) سورة الشعراء : ٢١٨ ـ ٢١٩.
(٣) تفسير مجمع البيان ج ٧ / ٢٠٧ ، وتفسير القمي ج ٢ / ٢٥ ، والفوائد البهية ج ١ / ٤٧٦.