التقوى وعروته الوثقى (يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللهِ بِأَفْواهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ)(١).
ألا وإن الله نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا اثني عشر وصيّا من أهل بيتي فجعلهم خيار أمتي واحدا بعد واحد مثل النجوم في السماء ، كلّما غاب نجم طلع نجم ..» (٢).
وأورد سليم أيضا ثلاثة نصوص فيها العدد ثلاثة عشر هي :
١ ـ الحديث (١٦) فيما نقله عن كتاب الراهب قال سليم : أقبلنا من صفين مع أمير المؤمنين عليهالسلام فنزل العسكر قريبا من دير نصراني ، فخرج إلينا من الدير شيخ كبير جميل [حسن الوجه] حسن الهيئة والسمت ومعه كتاب في يده ، حتى أتى أمير المؤمنين عليهالسلام فسلّم عليه بالخلافة ، فقال له عليّ عليهالسلام : مرحبا يا أخي شمعون بن حمون ، كيف حالك رحمك الله؟
فقال : بخير يا أمير المؤمنين وسيّد المسلمين ووصي رسول ربّ العالمين إني من نسل رجل من حواري أخيك عيسى بن مريم عليهالسلام ، وأنا من نسل شمعون بن يوحنا وكان من أفضل حواري عيسى بن مريم الاثني عشر وأحبّهم إليه وآثرهم عنده ، وإليه أوصى عيسى بن مريم عليهالسلام وإليه دفع كتبه وعلمه وحكمته ، فلم يزل أهل بيته على دينه متمسكين بملته فلم يكفروا ولم يبدّلوا ولم يغيّروا.
وتلك الكتب عندي إملاء عيسى بن مريم وخط أبينا بيده ، وفيها كل شيء يفعل الناس من بعده ملك ملك ، وكم يملك وما يكون في زمان كل ملك منهم ، حتى يبعث الله رجلا من العرب من ولد إسماعيل بن إبراهيم خليل الرحمن من أرض تدعى تهامة من قرية يقال لها «مكة» يقال له «أحمد» [الأنجل العينين
__________________
(١) سورة الصف : ٨.
(٢) كتاب سليم بن قيس ج ٢ / ٨٥٧ ح ٤٥ وبحار الأنوار ج ٢٢ / ١٤٩ حديث ١٤٢.