والنصارى القائلين بالتجسيم والحلول؟ وهل هناك فرق بين اليهود والنصارى وبين من ينسب إلى رسول الله أنه يستأذن فيدخل دار الله تعالى ويطمئن المؤمنين بأنهم سيرون ربهم كما يرون القمر حال اكتماله؟!
٥ ـ قال محمّد رشيد رضا في تفسيره : «إن جواز الرؤية من مذاهب أهل السنّة والعلم بالحديث» (١).
٦ ـ قال ابن كثير في تفسيره تعقيبا على روايات البخاري : «وقد ثبت رؤية المؤمنين لله عزوجل في الدار الآخرة في الأحاديث الصحاح من طرق متواترة عند أئمة الحديث لا يمكن دفعها ولا منعها لحديث أبي سعيد وأبي هريرة وهما في الصحيحين : إن أناسا قالوا : يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟
قال : هل تضارّون في رؤية الشمس .. الخ كما في الأحاديث المتقدمة.
ثم ساق الكلام مستشهدا بالصحيحين عن أبي موسى قال :
قال رسول الله : جنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى الله عزوجل إلّا رداء الكبرياء على وجهه في جنّة عدن.
وفي أفراد مسلم عن جابر في حديثه : «أن الله يتجلّى للمؤمنين يضحك» يعني في عرصات القيامة ، ففي هذه الأحاديث أن المؤمنين ينظرون إلى ربهم في العرصات وفي روضات الجنان. إلى أن قال :
وقال الإمام أحمد ، حدّثنا أبو معاوية ، حدّثنا عبد الملك بن أبجر ، حدّثنا يزيد بن أبي فاختة عن ابن عمر قال :
قال رسول الله : إن أدنى أهل الجنّة منزلة لينظر في ملكه ألفي سنة يرى أقصاه كما يرى أدناه ، ينظر إلى أزواجه وخدمه ، وأن أفضلهم منزلة لينظر إلى وجه الله كل يوم مرتين.
__________________
(١) تفسير المنار ج ٧ / ٦٥٣.