قال العلوي : مثل أنّهم يقولون : إنّ الله جسم (١).
____________________________________
(١) اتفقت كلمة المسلمين الشيعة الإمامية «أيدهم المولى عزوجل» على أن الله ليس بجسم ، ويستحيل اتصافه تعالى بالآلات الجسمانية كالشم والذوق وبقية الحواس التي يتصف بها المخلوق ، وكذا يستحيل اتصافه تعالى بباقي الأعراض المفتقرة إلى الأجسام كالألوان والأضواء وغيرهما ؛ ودليلنا على الاستحالة : إن الضرورة قاضية بأن كل جسم لا ينفك عن الحركة والسكون ، وأنهما حادثان ، وأن كل حادث مفتقر إلى محدث وموجد ، فيكون واجب الوجود ـ على فرض كونه جسما ـ مفتقرا إلى مؤثر فيكون ممكنا فلا يكون واجبا ، وقد فرض أنه واجب.
وخالفنا في ذلك أكثر الأشاعرة ، لا سيّما الحنابلة منهم ، حيث إن من معتقداتهم القول بالتجسيم وأن الله تعالى جسم يجلس على العرش ويفضل عنه من كل جانب ستة أشبار بشبره وأنه ينزل في كل ليلة جمعة على حمار وينادي إلى الصباح : هل من تائب ، هل من مستغفر؟
وحملوا آيات التشبيه على ظواهرها دون أن يلجئوا إلى التأويل ، فالآيات التي ذكر فيها الاستواء والوجه واليدان والجنب والمجيء والإتيان والفوقية وغير ذلك ، حملوها على ظاهرها من دون حاجة إلى تأويل ، وصرف عن ظاهر اللفظ.
وأيضا حملوا الأخبار على ظواهرها من دون تأويل ، فقالوا : إن قول النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : «خلق الله آدم على صورته».
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «إن النار تزفر ، وتتغيّظ تغيظا شديدا فلا تسكن حتى يضع الله قدمه فيها ، فتقول : قط ، قط إي : حسبي ، حسبي».
وقوله : «قلب المؤمن بين إصبعين من أصابع الرحمن».
وقوله : «خرّ طينة آدم بيده أربعين صباحا».