وبالجملة : فلا اعتبار بهذه الزيادة لمعارضتها للأخبار المتواترة القطعية المذكورة في كتب أصحابنا ، وما عداه شاذّ موضوع ، واجب طرحه ، لا سيّما أن الزيادة المذكورة في متن الحديث تفرّد بها رجل مجهول الحال لا يعرف خبره ، ويروي المناكير عن المشاهير على حدّ تعبير رجل الجرح والتعديل ابن حبان.
٤ ـ يمكن الجمع بين هذه الزيادة والأخبار المذكورة بوجوه :
الوجه الأول : احتمال التصحيف (١) ، وأن الصادر منه صلىاللهعليهوآلهوسلم (واسم أبيه اسم ابني) يعني الإمام الحسن عليهالسلام ، فإن تعبيره صلىاللهعليهوآلهوسلم عنه بابني وعنه وعن أخيه الإمام الحسين بابناي في نهاية الكثرة ، فتوهم فيه الراوي فصحف ابني بأبي ، ويؤيد هذا الاحتمال ما جاء في البحار عن أمالي الشيخ بسند معنعن إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى في حديث عن أبيه قال : بعد ذكر بعض أمارات الظهور ، وعند ذلك يظهر القائم فيهم ، قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم ابني وهو من ولد ابنتي. (المراد من قوله «ابني» السبط الأكبر الإمام الحسن عليهالسلام) (٢).
الوجه الثاني (٣) ما ذكره كمال الدين محمّد بن طلحة الشافعي في مطالب السئول في مناقب آل الرسول : «لا بد قبل الشروع في تفصيل الجواب بيان أمرين يبنى عليهما الفرض :
الأول : أنه شائع في لسان العرب إطلاق لفظة الأب على الجد الأعلى ، وقد
__________________
(١) وقد ورد تصحيف في رواية شعيب بن خالد عن أبي إسحاق قال : قال «الإمام» عليّ رضي الله عنه ونظر إلى ابنه الحسن فقال : إن ابني هذا سيّد كما سمّاه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم وسيخرج من صلبه رجل يسمى باسم نبيكم يشبهه في الخلق ولا يشبهه في الخلق. راجع سنن أبي داود ج ٤ / ١٠٨ حديث (٤٢٩٠) وهو تصحيف «حسين» للاتفاق على أن الإمام الحجّة المهدي عجّل الله فرجه من صلب الإمام الحسين لانحصار الإمامة في عقبه دون الإمام الحسن المجتبى عليهالسلام.
(٢) منتخب الأثر ص ٢٤١ نقلا عن البحار.
(٣) ونقله عن الكنجي الشافعي العلّامة محمد باقر المجلسي في البحار ج ٥١ / ٨٦ وص ١٠٣ ذكره عن ابن طلحة.