شهادة الله لورثة الرسول بإزالة جميع الباطل عنهم وذلك كلّه بحكم الإسلام في أيديهم وقد رووا أن الرسول صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «نحن أهل بيت لا تحلّ علينا الصّدقة» ؛ أفيجوز لمسلم أن يتوهّم على أهل بيت الرسول عليهمالسلام أنهم طلبوا شيئا من الحرام؟!! ..» (١).
(٦) ما ذكره الشيخ الصدوق (المتوفى عام ٣٨١ ه) وقد تقدم قوله فلا نعيد.
(٧) ما اعتقده الشيخ المفيد من أن الصدّيقة الطاهرة ماتت شهيدة ، وأن قاتلها وقاتل جنينها يتعذّب في النار ، فقد روى عن عبد الله بن بكر الأرجاني قال :
صحبت أبا عبد الله عليهالسلام في طريق مكة من المدينة فنزل منزلا يقال له : عسفان ثم مررنا بجبل أسود على يسار الطريق .. فقلت : يا ابن رسول الله ما أوحش هذا الجبل ما رأيت في الطريق جبلا أوحش منه ، فقال : يا ابن بكر تدري أيّ جبل هذا؟ قلت : لا ، قال : هذا جبل يقال له: الكمد ، وهو على واد من أودية جهنم ، فيه قتلة أبي الحسين بن عليّ عليهماالسلام استودعوه ، يجري من تحته مياه جهنم من الغسلين والصديد والحميم الآن ، وما يخرج من جهنم ، وما يخرج من الفلق ، وما يخرج من آثام ، وما يخرج من طينة خبال ، وما يخرج من لظى ، وما يخرج من الحطمة ، وما يخرج من سقر ، وما يخرج من الجحيم ، وما يخرج من الهاوية ، وما يخرج من السعير ، وما مررت بهذا الجبل قط في مسيري فوقفت إلّا رأيتهما يستغيثان بي ويتضرّعان إليّ وإني لأنظر إلى قتلة أبي فأقول لهما : إن هؤلاء إنما فعلوا بنا ما فعلوا لمّا أسّستما لم ترجمونا لمّا وليتم وقتلتمونا وحرمتمونا ووثبتم على حقّنا واستبددتم بالأمر دوننا ، فلا رحم الله من يرحمكما صنعتما وما الله بظلّام للعبيد ، وأشدّهما تضرّعا واستكانة الثاني ، فربما وقفت عليهما ليتسلّى عني بعض ما يعرض في قلبي ، وربما طويت الجبل الذي هما فيه وهو جبل الكمد ، قلت : جعلت فداك ، فإذا طويت الجبل فما تسمع؟ قال : أسمع أصواتهم ينادون عرّج إلينا
__________________
(١) كتاب الاستغاثة ص ١٥ ـ ١٧.