ويقول أيضا : «أنا لا أتفاعل مع كثير من الأحاديث التي تقول بأن القوم كسروا ضلعها أو ضربوها على وجهها أو ما إلى ذلك ، إنني أتحفظ في كثير من هذه الروايات» (١).
نعم! إن ذلك لا يمثّل له شيئا ، إذ لو كانت المضروبة أو المعتدى عليها إحدى بناته ، لكانت المسألة من أعظم اهتماماته ، ولأدّى تفاعله بها أن يأمر أجهزته الأمنية بالاقتصاص ممن همّ بضربها أو الإساءة إليها.
هذا مضافا إلى أنه إذا كان ذلك لا يدخل في دائرة اهتماماته ، فلما ذا كان مهتمّا ببحث هذا الأمر؟ حسبما سجله في رسالة منه لأحدهم بتاريخ ٣ / ٦ / ١٤١٤ ه حيث يقول : «إن لدي تساؤلات تاريخية تحليلية في دراستي الموضوع ، كنت أحاول إثارتها في بحثي حول هذا الموضوع».
فإذا كان الاعتداء على الصدّيقة المظلومة غير داخل في دائرة اهتماماته ، فأي شيء من تاريخها ـ يا ترى ـ يدخل في دائرة اهتماماته ـ اللهم إلّا ما كان موافقا للعامة ـ وهل أن التشكيك بتاريخنا ـ تحت عنوان الاجتهاد المتطور والمرجعية الرشيدة ـ هو من صلب اهتماماته وتفاعلاته؟! اللهم أشهد أنه كذلك.
٣ ـ إن استبعاده وعدم تفاعله ، فيه تبرئة لساحة الظالمين ، إذ إن إنكار النصوص من الطرفين (والتي دلت على حصول الاعتداء على أمير المؤمنين عليّ وزوجه الطاهرة فاطمة عليهماالسلام) يستلزم إنكار المسلّمات التاريخية ، معتمدا بإنكاره هذا على الاستحسانات العقلية في استكشاف الأمور التاريخية الماضية ، مع أن الذين نفى عنهم صدور الظلم أناس لهم سوابق معروفة بالظلم والعدوان ـ لا سيّما مع أبيها على فراش الموت ثم سلبهم للخلافة وحقوق آل البيت عليهمالسلام ـ مع تأكيده على أن القوم دخلوا الدار وأخرجوا منها الإمام عليهالسلام.
__________________
(١) نفس المصدر والصفحة.