زر بن حبيش عن عبد الله بن مسعود.
فزائدة لا يعتمد على شيء من حديثه ، قال الرجالي النقّاد المتعصب الذهبي عنه ما نصه : «زائدة بن أبي الرّقاد أبو معاذ ، عن زياد النميري ، ضعيف ، وقال البخاري : منكر الحديث ، وهو بصري. وقال النسائي : لا أدري ما هو ، وزياد النميري ـ الذي روى عنه زائدة ـ أيضا ضعيف» (١).
وقال خاتمة حفّاظ أهل السنّة وأحد أئمة الجرح والتعديل في علم الرجال عندهم ابن حجر العسقلاني ما نصه :
«زائدة بن أبي الرّقاد الباهلي البصري الصيرفي ، روى عن عاصم وثابت البناني وزياد النميري ، قال البخاري : منكر الحديث ، وقال السجستاني : لست أعرف خبره ، وقال النسائي: لست أدري من هو ، وقال ابن حيان : يروي المناكير عن المشاهير» (٢).
بعد هذا التقديم ، أيعقل أن يستند الباحث البصير والمثقف المتحلّل من قيود العصبية إلى حديث قد طعن في راويه أشدّ الطعن أئمة الجرح والتعديل عندهم حيث عليهم المعوّل والاعتماد في معرفة الثقات من غيرهم في رجال الإسناد عند أهل مذهبه ، ويضرب الصفح عن نقل ما يخالفه وهم يزيدون على ثلاثين ثقة ، وفيهم طائفة من أعاظم الحفّاظ وكبار رجالهم من أهل نحلته ، وقد جاء الحافظ الكنجي على ذكرهم مفصلا في كتابه البيان في أخبار صاحب الزمان عجّل الله فرجه فليراجع.
ثم إن الحافظ الترمذي ، كغيره من حفّاظ العامة ، أخرج الحديث في سننه عن جماعة كثيرة من الصحابة وحسّنه ، ولم تكن فيه هذه الزيادة في حديث زائدة ،
__________________
(١) ميزان الاعتدال للذهبي ج ٢ / ٦٥ رقم ٢٨٢٤.
(٢) تهذيب التهذيب / ابن حجر العسقلاني ج ٣ / ٣٠٥ ط / أولى سنة ١٣٢٥ ه.