وهنا تهلّل وجه الملك شاه ، وظهرت آثار الفرح والسرور في وجهه والتفت إلى الحاضرين قائلا :
اعلموا أيتها الجماعة أنّي قد اطمأننت ووثقت من هذه المحاورة (١) [وكانت قد دامت ثلاثة أيام] وعرفت وتيقّنت أنّ الحقّ مع الشيعة في كلّ ما يقولون ويعتقدون ، وأنّ أهل السنّة باطل مذهبهم ، منحرفة عقيدتهم ، وإنّي أكون ممّن إذا رأى الحقّ أذعن له واعترف به ، ولا أكون من أهل الباطل في الدنيا وأهل النار في الآخرة ولذلك فإنّني أعلن تشيّعي أمامكم ، ومن أحبّ أن يكون معي فليتشيّع على بركة الله ورضوانه ويخرج نفسه من ظلمات الباطل إلى نور الحقّ!
فقال الوزير نظام الملك : وأنا كنت أعلم ذلك ، وأنّ التشيّع حق ، وأنّ المذهب الصحيح فقط هو مذهب الشيعة منذ أيام دراستي ولذا أعلن أنا أيضا تشيّعي!
وهكذا دخل أغلب العلماء ، والوزراء ، والقوّاد الحاضرين في المجلس ـ وكان عددهم ما يقارب السبعين ـ في مذهب الشيعة ، وانتشر خبر تشيّع الملك ، ونظام الملك ، والوزراء ، والقوّاد في كافة أقطار البلاد ، فدخل في التشيّع عدد كبير من الناس ، وأمر نظام الملك ـ وهو والد زوجتي أن يدرّس الأساتذة (٢) مذهب الشيعة في المدارس النظامية في بغداد ، لكن بقي بعض علماء السّنّة الذين أصرّوا على الباطل وبقوا
__________________
(١) هذا تأكيد لما قلنا ردّا على من أشكل على تسمية هذا الكتاب ب «مؤتمر علماء بغداد» وجعل التسمية إحدى القرائن على أن الكتاب فرضيّة لا حقيقة خارجية ، فتدبّر.
(٢) في نسخة أخرى : أن يدرس المؤرخون.