وعادية ، حيث أبى الباطل إلا أن يكون ضدا للحق والحقيقة.
٩ ـ تواتر عنه عليهالسلام أنه استسقى بالنبيّ يوم أصاب مكة قحط ، أخرج ابن عساكر في تاريخه عن جلهمة بن عرفطة قال : قدمت مكة وهم في قحط ، فقالت قريش : يا أبا طالب! أقحط الوادي ، وأجدب العيال ، فهلمّ واستسق فخرج أبو طالب ومعه غلام كأنه شمس دجن تجلّت عنه سحابة قتماء وحوله أغيلمة فأخذه أبو طالب فألصق ظهره بالكعبة ، ولاذ بإصبعه الغلام ، وما في السماء قزعة فأقبل السحاب من هنا وهناك وأغدق واغدودق وانفجر له الوادي وأخصب البادي والنادي ، ففي ذلك قال أبو طالب :
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه |
|
ثمال اليتامى عصمة للأرامل |
يلوذ به الهلّاك من آل هاشم |
|
فهم عنده في نعمة وفواضل |
وميزان عدل لا يخيس شعيرة |
|
ووزّان صدق وزنه غير هائل (١) |
مضافا إلى سروره عند ولادة ابنه الإمام علي وما فعله على جبل أبي قبيس.
١٠ ـ ما قاله النبي الكريم صلىاللهعليهوآلهوسلم معظّما ومبجّلا لأبي طالب بقوله : «يا عم كفّلت يتيما وربّيت صغيرا ونصرت كبيرا ، فجزاك الله عني خيرا ، ثم أمر عليّا بغسله».
ويروى أن أبا طالب عليهالسلام قال لرسول الله : أتفقه الحبشة؟ قال : يا عمّ إن الله علّمني جميع الكلام ، قال : «يا محمّد اسدن لمصافا قاطالاها» يعني اشهد مخلصا : إن لا إله إلا الله ، فبكى رسول الله وقال : إن الله أقرّ عيني بأبي طالب (٢).
__________________
(١) شرح البخاري للقسطلاني ج ٢ / ٢٢٧ والمواهب اللدنية ج ١ / ٤٨ ، الخصائص الكبرى ج ١ / ٨٦ ، ١٢٤ ، شرح بهجة المحافل ج ١ / ١١٩ ، السيرة الحلبية ج ١ / ١٢٥ السيرة النبوية / زيني دحلان هامش الحلبية ج ١ / ٨٧ ، طلبة الطالب ص ٤٢ ، الشهرستاني في الملل والنحل ، الفصل ٣ / ٢٢٥ والغدير ج ٧ / ٣٤٦.
(٢) البحار ج ٣٥ / ٧٨ نقلا عن المناقب لابن شهرآشوب.