قال العبّاسي : هذا كذب صريح.
قال العلويّ : ألم ترووا في كتبكم أنه نزلت على رسول الله آيات حول «الغرانيق» ثم نسخت تلك الآيات وحذفت من القرآن؟
قال الملك للوزير : وهل صحيح ما يدّعيه العلوي؟
قال الوزير : نعم هكذا ذكر المفسرون (١).
____________________________________
ذكر ثلة من مفسري العامة ومؤرخيهم قصة «الغرانيق» (١) منهم الطبري والسيوطي والزمخشري والرازي ، وها نحن نعرض هذه الأسطورة من كتب العامة حيث يغضون الطرف عن مساوئ نسبوها إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، بينما يتعمّقون ببهت الشيعة وتكفيرهم ، بل يتعمّد بعض رعاعهم ـ ممن ينسبون للعلم وهم في الواقع أدعياؤه ـ إلى الافتراء علينا نحن معشر الإمامية بما منه برآء مع أنّ تنزيه نبيّنا محمّد عن كل نقص وسيئة هو من صلب عقيدتنا الدينية ، ونحاول جاهدين أن نقنع الآخرين بها ، لكننا لا نجد آذانا صاغية إلا قليلا ممن ألقى السمع وهو شهيد ، وكيف يمكننا أن نصلح ما أفسده الدهر وصدق الشاعر إذ يقول :
عجوز تمنت أن تكون فتية |
|
وقد يبس الجنبان واحدودب الظهر |
فجاءت إلى العطّار تبغى شبابها |
|
وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر |
وجذور هذه ا لأسطورة هم اليهود ، حيث عمد فريق منهم أمثال كعب الأحبار
__________________
(١) «الغرانيق» جمع ، مفرده «غرنوق» وهو طائر مائي من فصيلة الكركيات ، عريض الجناح طويل الساق ، أو الشاب الأبيض الناعم الجميل ، قال ابن الأنباري : «الغرانيق» : الذكور من الطير ، واحدها غرنوق ، سمي به لبياضه ، وقيل : هو الكركي كانوا يزعمون أن الأصنام تقرّبهم من الله عزوجل وتشفع لهم إليه ، فشبّهت بالطيور التي تعلو وترتفع في السماء. لاحظ لسان العرب ج ١٠ / ٢٨٧ مادة غرنق.